;

أميرگـا لا تقوى على ضرب إيران عسگـرياً 933

2008-11-03 03:19:31

شكري عبدالغني الزعيتري

برهن موقف الاتحاد الأوروبي عندما قررت أميركا الهجوم العسكري على العراق بالدليل القاطع على ضعفه أمام الهيمنة الأميركية إذ لم يكن هذا الاتحاد بالقوة الكافية لمنع أميركا من الإقدام على ما كانت ترغب القيام به ضد العراق واحتلاله ورغم تواجد أصوات أوروبية كانت رافضة لهذا الهجوم العسكري والاحتلال الأميركي للعراق وقد كان من أهم العوامل التي حققت لأميركا هذه الهيمنة والنفوذ على المنطقة العربية فالعامل الأول : وجود أنظمة حاكمة لدول عربيه (حلفاء) لأميركا بالمنطقة هي (مصر والمملكة العربية السعودية وتركيا والأردن والكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين ). . . بالإضافة إلي العامل الثاني والهام وهو امتلاك أميركا القوة العسكرية : إذ أن أميركا تمتلك الكثير من القواعد العسكرية والتي عملت على نشرها في كافة أنحاء العالم بصفة عامة وفي المنطقة العربية بصفة خاصة وركزت ضمن انتشار قواعدها العسكرية بأن تنشئ طوقاً حول إيران إذ تموضعت بقواعدها العسكرية في جميع الجهات شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً في دول محادة لإيران فمن الجنوب تموضعت قواعد عسكرية أميركية في دول الخليج ومن الشمال تموضعت قواعد عسكرية أميركية في جمهوريات وسط آسيا ومن الشرق تموضعت قواعد عسكرية أميركية في أفغانستان ومن الغرب تموضعت قواعد عسكرية أميركية في العراق وتركيا. . . ورغم هذا كله إلا أننا نجزم بالقول أن أميركا لا تقوى على ضرب إيران عسكرياً رغم التهديدات الكثيرة التي تقولها وتعلن عنها الإدارات الأميركية المتعاقبة باحتمالات تنفيذها لضربات عسكرية على إيران. . ونقول (بأنهم يعلمون تمام العلم أنهم كاذبون فيما يقولونه وهم اضعف من أن ينفذوا ما يقولونه وإظهارهم من وقت لآخر تهديدات عسكرية أميركية وإمكانية ضرب إيران عسكريا. . . وللأسباب التالية :

1 تمتلك دول الخليج 42% من إجمالي مخزون العالم للنفط ويعبر حوالي ستة عشر مليون برميل نفط كل يوم مضيق هرمز في طريقه إلى آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية فناقلات النفط لا تتوقف يومياً من عبور هذا المضيق (هرمز) وتمتلك إيران إمكانية كبيرة في عرقلة وقطع تدفق النفط الخليجي إلي آسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية إذ تستطيع إيران في مدى قصير ربما الساعات أو الأيام أو حتى الأسابيع الأولي من المواجهة أن تفرض قيودا شديدة على نقل شحنات النفط في الخليج كله والي دول العالم إذ تتمتع إيران بساحل طويل يمكنها من خلاله شن الهجمات الحربية العسكرية على ناقلات النفط. . وهي تسيطر على مسافة عرضها 34 ميل من مضيق هرمز كما تسيطر على ثلاث جزر في المضيق هي : (ابوموس) و(طنب الكبرى) و(طنب الصغرى ). . وكرد أميركي على أي فعل إيراني لن يستطيع الأسطول البحري الأميركي حماية ناقلات النفط في الخليج لان جغرافية المنطقة في مضيق هرمز وما حوله وقدرة الأسطول البحري على المناورة في هذا المضيق وحوله سيكون صعب جدا وخاصة في تخوم متراصة وتوافر وسائط الشحن الهامة (السفن) التي ستتجمع في هذه المنطقة وضيق مساحة مضيق (هرمز). . أضف إلي أن التواصل فوق سطح الماء وتحت سطح الماء محدود وقلة عدد سفن الأسطول البحري الأميركي المتواجد في المنطقة وحتى السلاح الجوي الذي يمكن نشره في هذه المنطقة لن يكون ذا فاعلية كبيرة في فتح العبور لناقلات النفط. . وإنما سيعقد المشكلة وسيزيد من قطع الطريق للمنفذ البحري (مضيق هرمز).

2 خشية الولايات المتحدة الأميركية من مواجهة قوة الغضب العارم من قبل العالم الإسلامي في حالة هي قامت بضربة عسكرية على إيران. ونرى أن من أسباب احتمال حدوث هذا الغضب هي : تنامي وتيرة الانتماء الإسلامي والصحوة الإسلامية لدى الكثيرين من المسلمين والتزامهم بدينهم الإسلامي. . وأيضاً بسبب فشل أميركا في العراق. . وأيضا بسبب الظلم الذي وقع على لبنان وشعبه بشن إسرائيل وأميركا عليها الحرب في 2006م وجبروت وظلم أميركا الذي أوقعته على شعوب كثيرة وتعسفها بأنظمة الدول العربية والإسلامية أن أوصلت إلى قناعه كثير من الشعوب الإسلامية والعربية بعدوانية أميركا الوحشية وألب ذلك الحقد عليها وهو كامن في النفوس يحتاج إلي شرارة نار صغيرة لعود كبريت لإشعاله وإخراجه على أرض الواقع.

3 خشية الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل قيام إيران برد فعل سريع وتوجيه ضربة عسكرية لإسرائيل وأكثر ما يخشوه أن 70% من سكان إسرائيل يتمركزون في مجال المدى القاتل وإمكانية وسهولة وصول صواريخ إيرانية إليهم.

4 عدم فاعلية الحركات المنشقة والمناهضة للنظام الإسلامي في إيران سواء التي ما زالت موجودة داخل إيران أو التي تتواجد في الخارج للتوصل إلى إحداث الخلخلة في قوى النظام في إيران رغم الدعم السري الكبير الذي تتلقاه من أميركا.

5 خشية الولايات المتحدة الأميركية أن الضربة العسكرية والتي تؤدي إلى تغيير نظام الحكم في إيران أن تكون مكلفة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. . إذ في حالة نجاح ذلك سوف تصبح أميركا المسئولة عندئذ أمام عامة الناس والشعوب عما قد يلحق إيران وشعبها من فوضي. . وأيضا ما قد يتبع ذلك من ضرر في الاقتصاد العالمي. . كما أنها تخشى انه عند تغيير نظام الحكم من الصعوبة التنبؤ بنتائج ذلك وما قد ينتج عن نظام حكم آخر و قد يكون ذو صيغة لا يمكن لأميركا التعامل معه كون الثورة الإسلامية في إيران ومراجعها الإسلامية عمقت الكراهية لدى شعبها لأميركا. . ولا تريد أميركا مغامرة ثانية وتكرار الخطاء الذي وقعت فيه في العراق.

6- امتلاك إيران القدرات العسكرية العالية إذ تمتلك جيش مدرب بمهارة قتالية عالية ويحملون عقيدة قتالية تجعلهم في حالة تماسك داخلي قوي وفي صفوفه وفي حالة من الرغبة الشديدة في الاستبسال القتالي ضد أميركا وإسرائيل وهي عقيدة (الشهادة في سبيل الله ). . كما تمتلك إيران إمكانيات كبيرة للسلاح البحري والجوي وهو ذات كفاءة قتالية عالية وحديث ومتطور. . أضف إلى سلاحها البري وقوات جيشها البرية الكبيرة وإمكانياته العالية تدريبياً أضف إلى ما سيلقى من المساندة الشعبية الواسعة له في الجبهة الداخلية المتماسكة.

7 تعرض أميركا مؤخرا لازمة مالية كبيرة أضرت بالاقتصاد الأميركي واقتصاد العالم وترتب على ذلك اهتزاز العالم بالثقة في الاقتصاد الحر الذي تنادي به أميركا. . كل هذه الأسباب وغيرها. . . والتي قد نكون غفلنا عن ذكرها وهي في حسبان الإدارات الأميركية سواء الحالية في ظل رئاسة بوش أو الإدارات القادمة لمن سيفوز في الانتخابات الأميركية القادمة والتي ستقام في 4/ نوفمبر 2008م (إدارة اوباما أو إدارة كيلين ) ومن سينجح ويفوز بالرئاسة الأميركية فالخبراء الاستراتيجيين الأميركيين سواء الاقتصاديين أو العسكريين أو غيرهم. . . يدركون هذه الأسباب وسيحيطونها علما لمن يتولي رئاسة أميركا وتجعلهم جميعهم كما قلنا (لا يقوون على ضرب إيران عسكريا). <

نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني :

Shukri_alzoatree @yahoo. com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد