محمد أمين الداهية
ما أروعك أيها الوطن الحبيب وأنت تحتضن أبناءً عظماء أثبتوا فعلاً أنهم أوفياء مخلصين لوطنهم الواحد الذي سيظل واحداً موحداً مهما حاول الضعفاء والموتورون أن يزرعوا الفرقة والشتات، وأن ينادوا إلى التجزئة والعنصرية، فشعبنا العظيم قد أثبت لمثل هؤلاء الحالمين والمأزومين مدى تماسكه وحبه الشديد لبعضه، وقد لاحظ وشاهد هذا التماسك والتلاحم العالم بأسره، وما ذلك الإقبال الشديد من شتى محافظات جمهوريتنا الحبيبة وباتجاه محافظاتنا في الجهة الشرقية التي أصابتها السيول ودمرت ما دمرت إلا دليلاً واضحاً على عظمة هذا الشعب الذين عاشوا وما زالوا يعيشون تلك الكارثة وكأنها أصابت كل مواطن يمني، سواءً كان في صنعاء أو في عدن أو في صعدة أو في حضرموت كل محافظات وقرى وعزل ومديريات الجمهورية اليمنية تقف يداً واحدة وقلباً واحداً مع إخواننا في المحافظات الشرقية المتضررة جراء السيول العارمة التي ألحقت الخراب والدمار بالأرض والإنسان، وكأن هذه الكارثة جاءت لتثبت للعالم أجمع أن شعب اليمن واحداً موحداً، وأن ما تروج له بعض الوسائل الإعلامية الهدامة التي تسعى إلى الكذب والتدليس على هذا الوطن وأبنائه، وتحاول أن تظهر للرأي العام أن أبناء هذا الوطن يدعون ويطالبون بالتجزئة والتشطير، إن مثل تلك الوسائل سواءً في الداخل أو في الخارج حتى وإن كانت تنسب نفسها إلى هذا الوطن إلا أنها في الأخير وللأسف تعد عبئاً ثقيلاً على وطننا الحبيب ومن يتبنون نشر تلك الإشاعات والأفكار التشطيرية سواءً عبر وسائل الإعلام أو عبر الطابور الخامس أو عبر ضعفاء النفوس من الأغبياء والحمقى الذين ما هم إلا أعداءً للوطن والشعب، وأعداء للأمن والاستقرار، ولن ينجحوا أبداً في منال مرامهم المتمثل في تدمير هذا الوطن وفرقة أبنائه الأبطال، أن وطننا الحبيب وبفضل وحدة أبنائه سيضل شامخاً عزيزاً يقارع كل من يريدون له ولأبنائه الموت والإذلال، والشكر كل الشكر لكل من يسعى ويعمل على زرع الألفة والمحبة بين أبناء هذا الوطن، والذين لا يحتاجون إلى من يرشدهم أو يدلهم على الإخاء والتلاحم، فهي أخلاقنا نحن اليمنيين، وهذه هي مبادؤنا، ولكن وبسبب وجود بعض المرتزقة من الذين يستغلون قضايا الوطن ويوضفونها حسب ما تمليه عليهم ضمائرهم الهزيلة وجب على كل يمني حر أن يتنبه لمثل هؤلاء، وأن يجعل الواقع أكبر دليل وشاهد على حبنا نحن اليمنيين لبعضنا، وفي سبيل إنقاذ مناطقنا المنكوبة جميع الشعب اليمني على استعداد تام لبذل أغلى ما تجود به النفس حتى يتمكن إخواننا المتضررون من بناء ما دمرته الكارثة وإعادة الأعمار، وما دام أبناء وطننا على هذا القدر من التماسك والترابط فلا قلق على أي منطقة أو محافظة تتعرض لما تعرضت له مناطقنا الشرقية حضرموت والمهرة وغيرها من المحافظات، ولا ننسى أن نتقدم بالشكر والامتنان لفخامة المشير/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي لم يتوانى لحظة واحدة عن مشاركة إخواننا المتضررين آلام كارثتهم ومصيبتهم، فله منا الشكر والتقدير رغم أنف كل من يولون ذلك النزول السريع لفخامة رئيس الجمهورية حسب أهوائهم وعقلياتهم المأزومة.