عيدي المنيفي
لدي إِحساس كبير بأن مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية باراك حسين أُوباما سيفوز غداً بمقعد الرئاسة وسيكون الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية وسيعتلي عرش البيت الأبيض لأربع سنوات قادمة، هذا الشعور لم يكن وليد عاطفة بأعتباره اسمر اللون أو أن والده حسين أُوباما - كيني الجنسية - كان مسلماً لم يتولد شعوري هذا نتيجة هذين الأمرين، وإنما تولد من خلال متابعتي لما يطرحه أُوباما من ضرورة تغيير صورة الولايات المتحدة الأمريكية في العالم والتي شُوهَّت بفعل سياسة الحزب الجمهوري الحاكم منذ ثمان سنوات وسياسة بوش الفاشلة تجاه كل القضايا في العالم ويكفي شاهداً على ذلك معتقل جواتانامو - سيء الصيت والسمعة - والذي أعاد قضايا حقوق الإنسان إلى ما قبل عقود من الزمن وهذا في نظري كفيل بالإطاحة بمرشح الحزب الجمهوري جون ماكين والذي لا يختلف كثيراً في سياسته وبرنامجه عن الذي يطرحه الرئيس بوش ولا يرغب الأمريكيون باستمرار هذه السياسة الرعناء أربع سنوات قادمة، ناهيك عن أن ماكين تجاوز سن السبعين ولم يعد يصلح لأن يحكم أمريكا ومن ثم العالم، ونتيجة ما يطرحه في سياسته الخارجية تجاه العالم اجمع التي يعلنها على الدوام ، وفي المقابل حظي أُوباما بدعم من الرئيس كلينتون ووزير الخارجية الجمهوري السابق كولن باول منحه هذا الدعم ثقة المواطنين والعسكريين على السواء .
أُوباما من أب كيني مسلم وأم أمريكية - حين رشحه الحزب الديمقراطي ورشح السيناتور هيلاري كلينتون - زوج الرئيس بيل كلينتون - كان هدف الحزب أن يحدث تغييراً في الحياة السياسية العامة في الولايات المتحدة الأمريكية ويكسر قاعدة (الرجل الأبيض رئيساً) وهنا لا وجود للمرأة أو للسود فلم يحدث في تاريخ أمريكا منذ أن تحررت من الاستعمار الإنجليزي عام 1778م أن ترشح رجل أسود للرئاسة ولم يحصل أيضاً أن رشح أحد الحزبين الكبيرين امرأة ، لكن الحزب الديمقراطي تجاوز كل ذلك وجعل المنافسة على المقعد الأول لامرأة أو لرجل أسود وهذا ما سيدفع الأمريكيين اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء لاختيار مرشحهم - وثمة ولايات فتحت صناديق الاقتراع قبل أيام وتمت الانتخابات وسيتم إعلان النتائج جميعها غداً الثلاثاء وصباح الأربعاء وأرجح أن الفائز سيكون باراك أُوباما ، ليس لشيء وإنما لطرحه المتوازن وإيمانه بالحوار مع كل الدول وعدم التدخل في شؤونها لاستعادة الهيبة الأمريكية وإعادة الاعتبار للدستور الأمريكي الذي يؤمن بالحوار وعدم التعرض لأي دولة في العالم وترك الدول تقرر سياستها بنفسها بعيدة عن التدخل الأمريكي البغيض، إضافة إلى إعلان أُوباما وإصراره على إغلاق معتقل جوانتانا مو الذي أطاح بما كان يتباهي به الأمريكيون من ديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان الذي تلاشى في عهد بوش.
وانتخاب أُوباما في نظر كثير من الأمريكيين يعيد هذه الهيبة ويعيد احترام حقوق الإنسان للعالم التي فقدها منذ ثمان سنوات وانتظروا غداً حين يعتلي أُوباما الرجل " الأسود " عرش البيت الأبيض والذي نطمح نحن العرب أن لا يخيب أملنا وتفاؤلنا بفوزه كما فعل سابقوه . وبنظرة سريعة على الانتخابات الأمريكية فإن كثيراً من الولايات فتحت باب التصويت منذ أيام لمن سيكون يوم الاقتراع مشغولاً مثل الصحفيين وحتى الرئيس بوش وغيرهم وسياسة بعض الولايات يسمح بالتصويت قبل الرابع من نوفمبر - يوم الاقتراع الرسمي - لتخفيف الزحمة والإسراع في التصويت وهذا النظام يتم على مرحلتين الأولى الاقتراع الشعبي المباشر والثاني تصويت الهيئة الناخبة وهذه هي التي تحسم الانتخابات عادة ولا يحسمها التصويت الشعبي فقط ومهمة الهيئة - التي ينتخبها المندوبون - هو انتخاب الرئيس ولكل ولاية عدد من المندوبين ينتخبون الهيئة ويحسب لقرراها ألف حساب ولا تكون هذه الأهمية لأصوات الناخبين بقدر أهمية الهيئة وهو نظام معقد واعتقد أن أُوباما حسم عدداً كبيراً من أصوات الهيئة الناخبة وهو ما سيرجح فوزه غداً على العجوز جون ماكين.<
aalmonify lO @ yahoo.com