كروان عبد الهادي الشرجبي
المجتمع اليمني كأي مجتمع عربي تفضل أغلب الأسر فيه أنجاب الذكور وانعكس ذلك على عادات وتقاليد المجتمع حتى وصل الحال إلى أن عدداً كبيراً من الأسر يخفي جنس المولود في الأهل والجيران خوفاً من الحسد، ورغم مرور الزمن وتطور مجتمعنا اليمني بشكل كبير والمكانة المتميزة التي أصبحت تحتلها المرأة، خاصة بعد النجاح الذي حققته في الكثير من المجالات في الحياة العملية واثبات قدرتها على تحمل المسؤولية، إلا أن هذا المفهوم لم يتغير كثيراً عند بعض الأسر التي لا تزال متمسكة بتفضيل إنجاب الذكور.
من واقع حياتنا اليومية عرفت الكثير من النساء اللاتي عانين من هذه المشكلة فمثلاً واحدة أصبح الجميع يعرفها ويناديها "بأم البنات" فهي طوال خمسة عشر سنة وهي فترة زواجها لم تترك طبيباً إلا وترددت عليه وطلبت منه أن يجد لها حلاً في مشكلة عدم إنجاب الأولاد، فهي أم "لعشر بنات"، فقد كانت كل مرة تحمل عل وعسى أن يكون ما في بطنها ذكراً، ولكن تشاء الأقدار أن تكون بنتاً، وقد كانت كل فترة حمل تحمل معها رحلة شقاء لأنه أي زوجها يهددها بالطلاق أو الزواج بأخرى، وبالفعل تزوج بعد أن وضعت طفلتها العاشرة.
ولكن المفاجأة الكبرى أن رب العباد أراد أنصاف هذه المرأة المسكينة إذ أنجبت من زوجها توأم ولكن ليس ذكراً بل أنثى.
* إن إنجاب الذكور والإناث مرده إلى الله، فهو الذي يهب الذكور ويهب الإناث، وإن من يهدد بطلاق زوجته أو الزواج من أخرى إذا أنجبت أنثى في الحقيقة لا ينبغي على الزوج فعل ذلك؛ لأن الله لم يقدر ذلك أولاً، فلماذا نحمل المرأة فوق طاقتها ونشعرها بالتقصير في أمر ليس لها دخل فيه نهائياً؛ لأن أصل تكوين المولود راجع إلى أبيه بالجينات وليس لأمه.
عموماً على الرجال أن يحمدوا الله على نعمته ويتركوا هذه الأمور التافهة لأن هناك كثيرين حرموا من نعمة الإنجاب أصلاً.
فلنحمد الله.<