عبدالباسط الشميري
لم أكن أكترث حقيقة الكتابة عن الانتخابات الأميركية على الإطلاق لإيماني بعدم جدوى الرأي العربي في الرئيس الأميركي سواء كان ديمقراطياً أو جمهورياً، فكل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم أميركا كانوا ضد القضية الفلسطينية قلباً وقالباً، ولم يسبق لأي رئيس أميركي أن وقف على حياد حتى في بعض القرارات الدولية فيما يخص قضية فلسطين بمن فيهم الرئيس الأميركي الأسبق/ جيمي كارتر الذي أشرف بل ساهم في عملية السلام التي وقعها الرئيس المصري الأسبق/ أنور السادات مع رئيس الوزراء الصهيوني/ مناحيم بيجن في أواخر العقد السبعيني، وهي المعاهدة التي أُطلق عليها "كامب ديفيد" الأولى، وكان بمقدور كارتر الضغط على جميع الأطراف عرباً وصهاينة لتوقيع معاهدة سلام عادلة تحسم الصراع وتريح العالم من كل الإشكاليات القائمة بين الغرب والشرق أو بين الأطراف المتصارعة لكنه لم يفعل، وتواصل مسلسل إهدار الفرص الواحدة تلو الأخرى، وحتى في عهد كلينتون كانت تلوح في الأفق فرصة حقيقية للسلام، ولم تنجح الجهود الأميركية لأن أميركا بل الغرب بأسره ليس لديه نية لإنهاء هذه القضية، ربما المصالح الغربية تقتضي أن تظل المنطقة ملتهبة وعلى الدوام، لكن ورغم كل الظروف أقول ليس أمامنا كعرب إلا أن نتعاطف مع باراك أوباما لأنه ينحدر من أسرة أفريقية ودرس في يوم من الأيام في مدرسة إسلامية إبان كان في اندونيسي في مرحلة الطفولة، وأيضاً كونه يميل إلى إيقاف التهور الأميركي بإشعال الحروب هنا وهناك، الأمر الآخر أيضاً هو تاريخ أسرة ماكين الدموي فجده شارك في تدمير اليابان، ووالده ساهم في ضرب فيتنام، والرجل يصر على مواصلة الحرب والقتل في العراق وأفغانستان، وهذا ما دفعني لأقول إننا نتعاطف مع أوباما ليس حباً أو أن لدينا أملاً في أن الرجل سيأتي ليحل مشاكلنا كعرب فحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في بلداننا هي مسؤوليتنا ولا غير، إما أن نكون أو لا نكون لكن هي رؤية أو قولوا أنني أدليت بدلوي مع التيار وإن كنت أظن أننا لا زلنا بعيدين عن لعب دور فاعل في السياسة الدولية لأننا لا ندري حتى اللحظة أين تكمن مصالحنا؟ أو أننا ندري ونعلم ولكننا ندفن رؤوسنا كالنعامة في التراب، ويعلم الله متى سنفوق من سكرتنا كعرب ونصحوا من هذا السبات الطويل، والله المستعان!!
abast 66 @ maktoob.com