كروان عبد الهادي الشرجبي
نسمع كثيراً عن حوادث هزت المجتمع عن وفاة بعض المرضى أو إصابتهم بعاهات دائمة من جراء خطأ في العملية، وطبعاً الطبيب هو المسؤول المختص والمباشر في هذا الخطأ.
فأصبحنا نسمع عن شخص صدمته سيارة ولم تؤثر فيه كثيراً ولكنه لم يًعالج بشكل جدي.
وآخر دخل المستشفى بسبب ألم في معدته، أدى إلى نزيف داخلي له بسبب الاستهتار.
وأخرى دخلت بصورة طارئة لإصابتها بتقرحات معوية وقد توفيت نتيجة إقدام ممرض على حقنها بإبرة من دواء أو "غما نتين".
طفلة ماتت بسبب جرعة زائدة من كمية "البنج" وآخر ذهب للعلاج في الخارج لتصحيح أخطاء أطبائنا وآخرون وأخريات.. والحديث هنا لا ينتهي نحن لا نقول أن الأخطاء لا تحصل بل إنها تحدث ولكن بنظري تكون قليلة حين يمارس الطبيب مجال اختصاصه.
فالذي يحدث هنا أن هناك أطباء عامين يعالجون كل شيء "زكام + قرحة + زائدة دودية + عظام" إلى آخر، هذا كله في وقت واحد ولا مانع من معالجة الرضع أيضاً!!
هناك بعض الجهات عمدت إلى افتتاح مستوصفات تضم كماً هائلاً من الأطباء والمستجدين، لمحاولة تقديم المساعدة الطبية للناس بكلفة أقل، ولكن هل كل تلك المستوصفات تحقق الشروط الصحية؟ وهل يوجد لديها المختصون والأطباء الماهرون؟ وهل يخضع هؤلاء الأطباء لامتحان قبول؟ أم أن كل متخرج يُقبل بالعمل ويكون هو الكل بالكل؟! أنا لا أعارض على فكرة الأطباء المستجدين ولكن هؤلاء المستجدين يجب أن يكونوا تحت إشراف أطباء أقدم وأكثر منهم خبرة.
الخطأ الطبي هو خطأ بشري، والأطباء بشر غير معصومين عن الخطأ ومن المهم أن نفرق بين الخطأ المهني ومضاعفات بعض الأمراض أو العمليات الجراحية، وهذه المضاعفات معترف بها.
وعلى الرغم من كوني لست طبيبة ولكني أعتقد أن هناك مجموعة من الاعتبارات التي يجب أن تراعى عند إجراء أي عملية سواء بسيطة أو كبيرة، فمثلاً إذا أدخل مريض غرفة عمليات للجراحة البسيطة، لاستئصال أحد أظافره مثلاً، وأصيب أثناء التخدير بحساسية وتوقف قلبه، أليس من المفروض والضروري أن تكون الغرفة مجهزة بوسائل الإنعاش، وجهاز القلب بالصدمات الكهربائية؟
إن الخطأ أمر وارد ونقص التعليم والتدريب يعتبر أحد أسبابه، ولكن اعتقد أن السبب الرئيسي هو نقص الإمكانيات.
ويظل السؤال قائماً: من المسؤول عن خطأ الأطباء؟ ومن يحاكم الطبيب؟