عبدالباسط الشميري
السياسات الرعناء التي يقودها الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة لا تختلف كثيراً عن أولئك المهرجين أو لاعبي السيرك الذين يمارسون العاب بهلوانية تسلب لب وعقول الناس ويخرج المشاهد من الخيمة وهو يضرب أخماس * أسداس، حدث مثل هذا في بداية التسعينيات عندما كانت تتوالى على بلادنا فرق السيرك القادمة من دول الشرق بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وسبق لي أن حضرت في إحدى الخيام ولم أخرج يومها بشيء غير تفكيري بهذا الرجل الذي يصعد على الحبل أو على العصا ومن خلال شرود فكري بين الفينة والأخرى كنت سرعان ما أعود لأشاهد المنظر وقد أصبح المشهد متغيراً فلم أكن أصدق أن هذا الرجل بمقدوره فعل كل تلك الحركات، اليوم أحزاب المعارضة والسلطة يلعبون بعقولنا ويداعبون خيالنا بشيء اسمه انتخابات ويا لها من انتخابات "لا تسمن ولا تغني من جوع".
وبصدق أنا لا آسف على أحد قدر أسفي على هذا التربوي الذي تحشره أحزابنا في العملية الحزبية ورغماً عن أنفه فتجبره على البقاء خارج إطار العقل، تشغله بهموم وأعمال هامشية لا تمت لعمله بصلة، نعم مسكين هذا التربوي الذي يطحنه الغلاء فيرضخ لضغوط الحاجة غير آبه بنتائج هذه الانتخابات رغم أن الأحزاب تصر وبصورة عجيبة على فرز التربوي هذا لليمين وذاك لليسار وآخر للوسط وثالث للمعارضة ورابع للمعارطة أبو نفر وهكذا دواليك، أما المضحك المبكي حسب اعتقادي هو ذلك الفرز الشللي الراقي والذي يرقا بالفعل إلى العمل الحزبي القاصر في هذا البلد فصديقي صديق حزبي وحزبي هو حزب صديقي طالما والمصالح تجمعنا ولا يفرقنا إلا المال والمال وحده، ما ضير أن نكون كالبيض في السلة الواحدة، مناظر مسفهة لا تنم إلا عن جهل وقصور في التركيبة المجتمعية لبعض الشخوص حتى احتياط التربية لم تخرج عن شلة الشلة، هي كذلك التربية تبكي حضها منذ خلق الله البسيطة ومن عليها ومسكين هذا التربوي الذي يرمى بزور القول والتهم عنوة وعدوانا بزور القول والتهم عنوة وعدواناً لا لشيء إلا كون هذا التربوي يرضخ بل يركض ركضاً للانضمام إلى لجان القيد والتسجيل تحت ظروف الحاجة المادية ولا شيء غير ذلك بل حتى الحزب الذي ينتمي له يصير ضرورة لا بد منها، لأن انتماءك كتربوي لهذا الحزب يعني نجاحك في الحصول على فرصة للانضمام إلى تلك اللجان التي ستحصل من وراءها على مبلغ من المال يساعدك على ظروف الحياة لسداد ولو جزء من مصاريف العيد كأقل القليل، وختاماً إنها لعنة الحاجة دفعت بهذا العنصر الفاعل في المجتمع والذي يفترض أن توفر له كل وسائل الترفيه ليتفرغ للتفكير والمتابعة الحثيثة لوسائل التعليم الحديثة لينعكس أداءه على أولادنا، على طلابنا لا أن يظل أسير الحاجة والفاقة، والله المستعان!.<
abast 66 @ maktoob.com