;

الشرق الأوسط .. وقضية الإرهاب المشرعنة للنفوذ والهيمنة الأمريكية 884

2008-11-06 03:08:31

شكري عبدالغني الزعيتري

كانت هجمات 11 سبتمبر 2000م على مبني التجارة العالمية في نيويورك الفرصة الكبيرة للولايات المتحدة الأمريكية لإضفاء الشرعية علي توسعها في منطقة الشرق الأوسط وزيادة نفوذها وهيمنتها العسكرية إذ أنها خلقت تحالفا أسبابه مقنعه لدول تسير في فلك أمريكا .. فضمت حلفاء أقوياء مثل فرنسا وألمانيا وايطاليا واستراليا ودول أوروبية أخري .. وشركاء جدد ذوي أهمية في آسيا الوسطي باكستان وأوزباكستان وكازاخستان و طاجاكستان وفي شمال أفريقيا المغرب وتونس والجزائر ... الخ وأيضا عملت علي تنشيط وزيادة توثيق التحالفات السابقة والقائمة مع دول أخري ومع أمريكا التحالفات الثنائية مع بريطانيا ومصر والمملكة العربية السعودية وتركيا والأردن والكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين ... الخ . وحيث أن أمريكا رأت أن الخطر القادم في الشرق الأوسط يكمن في تنامي تأثير المنظمات والأحزاب السياسية والجمعيات الخيرية وكافة المؤسسات المدنية الدينية الإسلامية .. وفي حالة إحكام قبضتها في داخل بلدانها وبين حكوماتها في دول الشرق الأوسط فإنها ستكون مناهضة وبشدة للمصالح الأمريكية وتواجد نفوذها في الشرق الأوسط ..وقد حذر الخبراء الاستراتيجيين في أمريكا من خطر تنامي المد الإسلامي المتشدد تجاه المصالح الأمريكية ... وعند وقوع هجمات 11 سبتمبر 2000م علي مبني التجارة العالمية في نيويورك مثلت الفرصة الكبيرة للولايات المتحدة الأمريكية لإضفاء الشرعية علي توسعها في منطقة الشرق الأوسط وزيادة نفوذها وهيمنتها العسكري وشن هجمة واسعة لتفكيك المنظمات وخلخلة تماسك الأحزاب السياسية و تدمير الجمعيات الخيرية المتنامية وكافة المؤسسات المدنية الدينية الإسلامية المتواجدة في دول الشرق الأوسط والتي ترى أو شكت أنها تحمل توجها مناهضا للمصالح الأمريكية والتواجد الأمريكي في المنطقة وعليه .. طرحت علي طاولة المجتمع الدولي قضية الإرهاب وجسدتها لتكون لها المبرر المقنع أمام المجتمع الدولي وحشدت إمكانيات وجهود كبيرة لجر دول العالم وحكوماتها للتعاطي مع هذه القضية ولتكون قضية دولية .. ومن هنا اعتبرت وما زالت قضية الإرهاب ومحاربة الإرهابيين التفسير الشرعي كمبرر لأمريكا لتوسيع مصالحها والتقدم بإمبراطوريتها وإضفاء الشرعية للتواجد الأمريكي في الشرق الأوسط وشمال آسيا وأوروبا .. وبدأت بعد هجمات 11 سبتمبر 2000م بالسعي للقضاء علي كثير من التنظيمات والحركات المناهضة للنفوذ والهيمنة والمصالح الأمريكية والتي تتواجد في العديد من دول الشرق الأوسط وتحت مبرر قضية الإرهاب بان سعت أمريكا إلى تقليص المأوي وقتلت واعتقلت كثير من أعضاء التنظيمات والحركات والجماعات الإسلامية المناهضة لأمريكا وبمساعدة حكومات الدول التي تتواجد فيها تلك الحركات والتنظيمات .. وسعت إلي بعث الشلل في خلاياها في جميع أنحاء العالم وسلبت القوة من الجماعات التي اعتبرتها إرهابية (من منطلق المصلحة الأمريكية ) لمنع تحالفها مع بعضها البعض وحاولت إضعاف قدرتها علي تجنيد المزيد من الأعضاء واحتجزت إيداعات الأموال التابعة لكثير من المؤسسات الخيرية وطال ذلك أموال شخصية لإفراد ادعت الإدارة الأمريكية (لبوش) بأنهم يمولون الجماعات التي اعتبرتها أمريكا إرهابية وتتواجد في دول أخري من العالم ...وتحقق للإدارة الأمريكية هذا بمساعدة حكومات الدول التي تتواجد فيها تلك الحركات المناهضة الإسلامية ..كما وجهت الاتهامات لحكومات الدول التي تناهض المصالح والنفوذ والهيمنة الأمريكية في العالم بأنها حكومات تساند وتدعم الإرهاب والإرهابيين وسعت لترويج هذه الاتهامات ضد تلك الدول وحكوماتها واستهدفتها وعملت علي تأليب الدول المتحالفة مع أمريكا لممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية علي تلك الدول مثل (سوريا وإيران وغيرها .. ) حتى تذعن أمام الهيمنة الأمريكية .. ويتحقق للإدارة الأمريكية ما أرادته مستغلة قضية الإرهاب والإرهابيين وما تعرضت له في هجمات 11 سبتمبر 2000م علي مبني التجارة العالمية في نيويورك ذريعة واستغلت هذه الحدث(هجمات 11 سبتمبر 2000م علي مبني التجارة العالمية في نيويورك) أفضل استغلال لتقليص امتداد نفوذ الأنظمة والحكومات والجماعات المناهضة للمصالح والهيمنة الأمريكية ولزيادة نفوذها علي دول العالم ... تماما كما فعلت في فترة الحرب الباردة حين تمكنت من هزيمة جميع التنظيمات اليسارية التي اعتبرتها إرهابية حينها مثل (الجيش الأحمر في اليابان والحزب المنشق عن الجيش الأحمر في ألمانيا والألوية الحمراء في ايطاليا وغيرها ...) وقد ركزت علي تنظيم القاعدة بان حشدت الجهود الكبيرة ووزعتها في أنحاء العالم لمطاردة تنظيم القاعدة وأعضاءه لتتمكن من تحقيق أهداف تتمثل في تحديد عدو واحد لمهاجمته وليسهل لها إلحاق به اكبر ضرر ولعدم تشتيت الإمكانيات الأمريكية بملاحقة كل التنظيمات والحركات والجماعات الإسلامية المناهضة لأمريكا في العالم كله الذي قد يؤدى إلى تخبط الإدارة الأمريكية وخسائر كبيره لها ..وحتى لا تفتح لها جبهات متعددة .. واكتفت الإدارة الأمريكية بان يكون ضرب تنظيم القاعدة وأعضاءه درسا وعبرة يعتبره كافة التنظيمات والحركات والجماعات الإسلامية المناهضة لأمريكا في العالم كله .. ولهذا حشدت الجهود نحو المركز الرئيسي لمعقل تنظيم القاعدة في أفغانستان ولأسباب أخري .. فعملت علي طرد التنظيم من معسكرات تدريبه وقطعت الطريق علي عدد كبير من المصادر التي كانت تمول التنظيم حتى من شكت فيهم ولم يثبت إدانتهم .. وحاولت وتحاول إبادة جميع خلاياه المعروفة في ألمانيا وكينيا وماليزيا والسعودية واليمن والعراق وغيرها ... عن طريق ممارسة الضغوط علي حكومات هذه البلدان لتدمير خلايا التنظيم في بلدانها .. وبالتالي تحقيق الهدف العام بان يكون ضرب تنظيم القاعدة درسا لكل من يعتبر من التنظيمات والحركات والجماعات الإسلامية المناهضة لأمريكا في العالم كله كما أدخلت في خانة ومصاف تنظيم القاعدة وأعضاءه العديد من الحركات والإفراد المسلمين مثلت و تمثل لها تهديدا لمصالحها ... (مع أن أمريكا هي من أنشأت وأسست وأسهمت في تدريب أفراد تنظيم القاعدة في أفغانستان الذين جمعتهم من الدول العربية والإسلامية بواسطة دعم حكومات بلدانهم في فترة الحرب الباردة و تحت اسم الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان واحتواء المد الشيوعي إلي غرب شمال آسيا وشمال أفريقيا ).. وعندما انقضي الهدف من أولئك الذين سموا حينها بالمجاهدين العرب والمسلمين في أفغانستان وضد (الاتحاد السوفيتي سابقا).. بدأت تسعي إلى استغلال أفعالهم ولتأديب الجماعات والتنظيمات والأفراد و الدول العربية والإسلامية ممن هم مناهضين لمصالحها ومتواجدة في الشرق الأوسط.. وهكذا بخلق أمريكا (قضية الإرهاب والإرهابيين) والتي أجادت وبامتياز إدارتها لقضية (الإرهاب والإرهابيين) ولمصلحتها ولمصلحة إمبراطورية أمريكا بان تحقق لها أهدافها وشرعية التوسع للنفوذ والهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط وبصفة خاصة المنطقة العربية... ولا يستبعد أنها وإسرائيل من تخطط وتنفذا للعمليات الإرهابية وبواسطة أفراد مرتزقة من العرب والمسلمين وكلا في بلده للقيام بعمليات إرهابية لتزيد من إقلاق المجتمع الدولي وبلدان العالم وتثير حفيظة من يتحفظ تجاه( قضية الإرهاب والإرهابيين) ولتستمر في تحقيق مصالحها جبرا وقسرا..<

نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكتروني

Shukri_alzoatree @yahoo.com 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد