علي راشد علبان
المفروض على رجالات الدولة تعميق دولة النظام والقانون ومن مصلحة النظام أيضاً تنفيذ اللوائح والقوانين في كل جوانب الحياة على كافة الناس، والغريب وما غريب إلا الشيطان أن نرى رجال الدولة يكرسون مفهوم القبيلة بجدية لدرجة أن وزيراً أو قائد عسكري يسعى بكل جد نحو مفهوم القبيلة، وقعت هناك حادثتا خطف في إحدى مديريات محافظة صنعاء بعد أن صار نعمان دويد محافظاً للمحافظة صنعاء، وكان الخطف من قبيله واحده الأول والثاني والخاطفين للأول والثاني من ذات القبيلة التي قامت بخطف طفل من القبيلة الآخر، ثم سعى محافظ صنعاء بخق القبيلة وآخذ الطفل من تلك القبيلة وسلمه إلى أسرته في القبيلة الأخرى وكان هذا قبل خمسة أشهر تقريباً، ثم حصل خطف آخر بشكل لا يتوافق مع كل الأعراف والأسلام التي يتمجدون بها، كان الخطف الثاني أواخر شهر أكتوبر 2008م وكان من باب مدرسة علم والمخطوفين طلبه علم لم يتوقع وهو في الليل يذاكر دروسه ويحل واجباته ويأتي في الصباح الباكر يرتدي زيه المدرسي ويحمل حقيبته الدراسية بعد أن تناول وجبة الصبوح التي تعدها له والدته مبكراً ليذهب يتلقى العلم والنظام والاحترام للدولة والقوانين والمبادئ والقيم وتحية العلم إنها للأسف كارثة نغرسها في أجيالنا حين يكون القانون غائب، حين لا تستطيع استرداد حقك إلا بالخطف، بأنواعه سيارات ورجال طبعاً من يقوم بالخطف ليس من بسطاء القوم وإنما من أكابر القوم مسؤولون في الدولة أو بمساعدة مسؤولون من العيار الثقيل، فكان بطل الخطف لطفل الثلاث السنوات رجل يشغل ضابطاً في وزارة الداخلية، وبجاه القبيلة وجاه "دويد" أرجعوا الطفل إلى أهله، أما الخطف الأخير فقد تم التواصل مع كبير قبيلة الخاطفين وكبير قبيلة المخطوفين "..."، ثم إن كبير الخاطفين قد حكم كبير قبيلة المخطوفين فكان الحكم "حكم المحدعش" إحدى عشر ثور بقر وإحدى عشر بندق وإحدى عشر مليون، هكذا ويجتمع وجهاء قوم القبيلة الخاطفة مصطحبين " " فوق سيارة دينة وجزارهم معهم ليذبحوا لقوم قبيلة المخطوفين حسب شروع القبيلة وزامل وحال، ما لفت انتباهي حضور كبير لطبقة المثقفين أساتذة وتربويين جامعيين وماجستير تلبية لداعي القبيلة التي وصفه أحد وجهاء الخاطفين بعد العفو تمجيداً لقبيلة المخطوفين قائلاً: "بيضان وجيه" والقبيلة مطلع ما هي منزل، بمعنى إنها تكبر كل يوم أعظم من دولة النظام والقانون، فالحضور تمثل بقادة عسكريين وآمنيين يرتدون البزة العسكرية والرتب وأيضاً طبقة المثقفين من يحمل الحقيبة والقلم ويرتدي "البنطلون" الذي صار لديهم اقتناع إن دراستنا للتربية الوطنية والسلطات الثلاث وفصل كل سلطة بأعمالها التي ؟؟؟ بها دون ازدواجية فهناك سلطة قضائية تفصل بين الخصومات، وسلطة تشريعية تشرع القوانين واللوائح والأنظمة وسلطة تنفيذية تقوم بتنفيذ الخطط والقوانين وغيرها، المهم أولئك سلطات ثلاث تمثل وجود دولة النظام والقانون، لكن ما حدث أمس الثلاثاء 4/11/2008م ويحدث كل يوم وفي أغلب الأحوال صلح قبلي خطفوا ونهبوا وكسروا وربما هجموا عليك إلى داخل بيتك وأفزعوا أولادك ونساءك كما حصل الاعتداء على العميد/ صالح عامر معوضة إلى داخل منزله إرهاب للأولاد وللنساء والأطفال، وكيف كالعادة "صلح أعوج ولا شريعة سمح" معوضه لديه أحكام قضائية تؤكد ملكيته، لكن التواطؤ من عدة جهات وعدم تطبيق القوانين والاحترام للقضاء، تشجع الآخرين للإقدام بأي شيء يخطر على بالهم، فقد خطفوا طلاب لا ذنب لهم سوى إنهم من قبيلة شخص لديه مشاكل مع أحد أفراد قبيلة الخطف فخرجوا من منازلهم إلى مدارسهم فلم يعودوا وفي نهاية المطاف كلاً له مصالح فتقويه دور القبيلة على النظام والقانون هو في الحقيقة يضعف الدولة، وحضور رجالات الدولة مدنياً وعسكرياً يولد الاقتناع، من لا قبيلة له ضاع حقه، ولذلك تجد أبناء القبل الذين يسكنون صنعاء العاصمة يحافظون على حضورهم في اجتماع القبيلة وأن تغير شكلهم جاء "ماشط التاله" قالها الشيخ/ فيصل الذفيف حين رأى القبيلي المتمدن بغير "غترة" شال على رأسه، وطبعاً حضور المشيخ مهم وهو الأصل وهو صاحب الحال والمقام والمرجع وهو ما يطلق العفو أو عدم العفو، والذي أعيبه هو نظامنا أن يربي رجالات محترمة ثم يبعثهم بعد "خبزه والعجين" مشائخ، ما قصدي أقلل من أحد خلي دور المشيخ كما هو لا أزيده قوة فوق قوته وأضعف الدولة ضعف فوق الضعف، رجالات الدولة يبقوا رجال دولة يرسخون مبدأ النظام والقانون العدالة، لا أرى ذلك يتمثل إلا في بعض رجالات الدولة والغالبية ينهبون البشر ويذبحون البقر، أين عقوبة الخاطف في القانون، وأين.. وأين.. وأين.. بس على الصغار، إذا كان ذلك هلكنا ورب الكعبة.<
