كروان عبد الهادي الشرجبي
الكل يعلم أن المنزل هو المكان الطبيعي للمرأة ولذلك نجد العروس تهتم بجهازها ويكون المنزل هو همها الأكبر.
الآن ومع تقدم التكنولوجيا سوف يكون "جهاز العروس" عبارة عن منزل يديره جهاز كمبيوتر عملاق، هذا ما أكده الدكتور/ "تشارلزاوين" من معهد إلينوي للتكنولوجيا بالولايات المتحدة.
حيث تم التأكيد على أن هذا المنزل سوف يديره هذا الكمبيوتر وسوف يتولى إيقاظ الجميع، وسوف يسأل عن الواجبات المفضلة للعائلة ونوع العصائر التي سوف تشرب وسيقوم بتنظيف الأطباق، المهم سوف يتولى كل شيء!!
صحيح أن التطور جميل والتكنولوجيا شيء راق، ولكن لا يمكن للآلة أن ترتقي للعقل البشري لأنها تعتمد على البرمجة الإلهية "العقل" الذي تفوق قدرته كل شيء ويصنع ويبرمج الآلة ذاتها!!
وإذا كانت حياة الإنسان تعتمد على العقل والعاطفة معاً كيف يمكننا إلغاء ذلك؟ وتحويل حياتنا إلى آلة تنتظر منا الأوامر؟!
إن مثل هذا الإنجاز مدمر للعقل والصحة، فهو سيؤدي إلى إصابة المرأة بأمراض العصر وأيضاً سيفقدها نبض الحياة الناتج عن التفاعل مع الأشياء والإحساس بقيمة العمل.
كيف يمكن للمرأة أن تلغي الحياة التي حلمت بها طويلاً؟ وأن تتخلى عن مملكتها الخاصة لتصبح ملكاً لغيرها؟ صحيح أن الاختراعات قد ساعدت المرأة في أعمالها المنزلية ولكن دون أن تفقدها شخصيتها.
إن وجود مثل هذه الآلة في المنزل ستؤدي إلى ضعف العلاقات الأسرية والتباعد في المشاعر وكيف يمكن للرجل أن يتنازل عن أحلامه وحقوقه ومتعته في مشاركة زوجته الحياة حلوها ومرها؟ وفي اعتقادي أن الرجل قد تعود على أشياء شكلت جزءاً مهماً من تفكيره وسلوكه ومنها أن اهتمام المرأة ببيتها يعتبر جزءاً من شخصيتها وكيانها وليس من السهل التفريط فيه أو الاستغناء عنه.
لذلك علينا ألا نسعى إلى اقتناء التقنيات التي تستهدف عقولنا، وأن نختار المفيد عقلياً وصحياً وأخلاقياً بحيث لا يشكل خطراً على عقيدتنا ومبادئنا وأخلاقنا.<