;

أوباما رئيساً.. لذا لا تتفاءلوا كثيراً!! 756

2008-11-08 03:14:30

عبدالوارث النجري

ما إن تم الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية حتى بدأت الحياة تدب من جديد في جسد الدولار الأميركي، وكأن هذا الرجل بيده العصا السحرية التي ستعمل على حماية الاقتصاد الأميركي ونظام الرأسمالية من الانهيار، ولعل المتتبع مساء أمس الأول للبورصات والأسواق العالمية يجد أن البشائر ظهرت بداية في الأسواق الخليجية، الأمر الذي يكشف زيف بعض التناولات والتبريرات حول أسباب انهيار الاقتصاد الأميركي ومنها قيام أصحاب رؤوس الأموال من الأميركيين اليهود بسحب أرصدتهم من البنوك الأميركية إلى البنوك الإسرائيلية تخوفاً من فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية، ومثل هذه الشائعات وغيرها يعمل على تسريبها الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية بهدف قياس نبض الشارع العربي والإسلامي لإبداء الرأي حول أوباما أو الرئيس الأميركي الجديد، لكن ما لم يتم الإفصاح به حتى اللحظة هو الظروف الدولية التي تستوجب دخول رجل أسود كرئيس للبيت الأبيض إلى جانب ما تم تناوله من سابق حول أصول هذا الرئيس سواء الأفريقية أو الإسلامية، مع أن كل ذلك سينكشف عن قريب بأن لا علاقة لتاريخ الرئيس الأميركي الجديد وأصوله ولونه بالسياسة الأميركية خلال السنوات الماضية، وربما أن التمييز العنصري في الولايات المتحدة في محاربة السود سينتشر أكثر مما كان خلال الأعوام القادمة، لذا فإن المتتبع للسياسات الأميركية خلال عشرات السنين الماضية يدرك تماماً أن ثمة ظروف ومتغيرات يضطر بسببها البيت الأبيض إلى تهدئة أجواء اللعب عدة سنوات، ومن ثم العودة إلى الهجوم الشرس، وهذا ما حدث بالفعل عقب انتهاء الحرب الباردة وحرب الخليج الثانية، حينها دخل البيت الأبيض رئيس ديمقراطي سعى لكسب ود العالم العربي والإسلامي سواء من خلال إعلان اتفاقية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو الحديث عن دولة فلسطينية، ومن ثم النفط مقابل الغذاء لإخواننا العراقيين وسحب القوات الأميركية من أراضي الصومال وغير ذلك، حتى أنه رغم ما تناولته وسائل الإعلام الغربية من إساءات وفضائح للرئيس الأميركي ومقاضاته تعصباً مع مونيكا وتهمة التحرش الجنسي، إلا أن الشارع العربي والإسلامي كان يرى في بيل كلينتون الرئيس الأميركي المسالم، وهكذا كان يراه القادة العرب رغم أنه لم يحقق لأبناء العروبة والإسلام ما يستدعي لذلك الوصف، لكن سياسة البيت الأبيض "موقع حادثة التحريش" كانت تتطلب هكذا رئيس وهكذا سياسة، ليذهب كلينتون ويأتي بعده دبليو بوش الجمهوري الدموي كنذير شؤوم للولايات المتحدة الأميركية بحادثة الحادي عشر من سبتمبر ومجرم حرب بالنسبة لأبناء العروبة والإسلام بداية من أولى حروب القرن في أفغانستان وانتهاءً باحتلال العراق وحصار إخواننا الفلسطينيين في غزة إلى غير ذلك من الجرائم، لذا كم نتمنى من إخواننا في البلدان العربية والإسلامية وخاصة الحكام أن لا يستبشروا كثيراً بقدوم باراك أوباما حتى تمر السنوات الأولى من حكم هذا الرئيس الأسود، لكن عليكم أن تدركوا أن رئيس الحزب الديمقراطي لن يحرر العراق ولن يلم شمل الفلسطينين، ولن يسحب قواته من أفغانستان، وفي نفس الوقت لن يقوم بضرب إيران، فالملف النووي الإيراني قد يجمد أو يغلق إلى وقت آخر، أو قد يستمر التفاوض والحوار حتى انتهاء فترة أوباما، وعليكم أن تتيقنوا تماماً أن هذا الرئيس الأميركي الأسود لن يسعى لحل مشكلة دارفور ومساعدة أبناء القارة السوداء التي تعود جذوره إليها، فالصومال سيظل كما هو عليه اليوم ممزقاً ودارفور مشكلة ستظل قائمة إذا لم يأتي الحل من داخل السودان!!

عليكم أن تدركوا أن أوباما لن يسعى لمساعدة أبناء القارة السمراء وتقديم العون والغذاء لهم والقضاء على المجاعة هناك، كما أنه لن يستمر في محاربة ومجابهة ما يسمى بالقاعدة، بل على العكس قد يتحاور معهم كما بدأت أميركا بالتحاور مع طالبان، عليكم أن تدركوا جيداً أن السياسة الأميركية ليست بيد شخص واحد، بل تعتبر نتاج دراسات وتقارير لوجستية على شكل مؤسسات مدنية مقنعة بأقنعة مختلفة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، واللؤم والحقد والكراهية لكل ما له علاقة بالهوية الإسلامية والقومية العربية، لو كانت أميركا بلد الديمقراطية الحقة لما كفرت بفوز حماس وآمنت بفوز أوباما؟ صحيح أن بلد العم سام هي بلد المفاجأت لكن ليست بلد الحق والعدالة والحرية والمساواة، وكيف يمكنها أن تكون كذلك وهي القاتل المجرم في أفغانستان والمغتصب الآثم في بلاد الرافدين، والمحامي المخادع لكل جرائم وانتهاكات بنتها إسرائيل المدللة في الشرق الأوسط، فبعد أن وضعت الولايات المتحدة الأميركية قواعدها في الشرق الأوسط وأفغانستان والعراق، ورضخت لتعنتها كوريا الشمالية، وما أنفقته خلال السنوات الماضية على ذلك من مليارات الدولارات ها هي تسعى اليوم لتهدئة اللعب من خلال الموافقة على دخول أسود كان جده مسلماً إلى البيت الأبيض كرئيس يحكم العالم خلال السنوات القادمة. . فهل تدركون؟!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد