إبراهيم الحجاجي
بعد رحلة طويلة من الحملة الانتخابية الأميركية وتنافس الجمهوريين والديمقراطيين على عرش البيت الأبيض والأمبراطورية الأميركية حسمها الديمقراطيين بفارق مريح سواءً على مستوى مرشح الرئاسة أو مجلس الشيوخ وكذلك النواب وحكام الولايات.
ولعل ما لفت النظر أو بالأصح كان بالأمر المفاجئ أو كما سماه البعض بالمعجزة هو فوز باراك أوباما الشاب الأسود من أصول مسلمة أفريقية وكذلك انتزاع الديمقراطية فوز مثير في ولايات من بين أنياب الجمهوريين عرفت نفسها حمراء منذ فترة طويلة وإن كان أبرز هذه الولايات ولاية فرجينيا التي لم يفوز فيها الديمقراطيين أربعين عاماً.
هذا التغير الديمقراطي المفاجئ في الولايات المتحدة الأميركية يأتي لعدة أسباب طبعاً وهي من وجهة نظر شخصية والتي نسردها بشكل نص:
لأن الشعب الأميركي بكل انتمائته الحزبية والدينية والعقائدية والعراقية وجد أن من حكموا أميركا من الجمهوريين لم يقدموا لأميركا إلا خسارة أبنائها في الحروب التي خاضتها في أفغانستان والعراق وانخفاض شعبية أميركا واقتصادها أمام العالم، وعلى سبيل المثال جورج بوش الأب قاد أميركا إلى خوض حروب خارج البلاد ليأتي بعده الديمقراطي بيل كلينتون والتي شهدت الولايات المتحدة في عهده استقرار نسبي، وكذلك ارتفاع الاقتصاد الأميركي أفضل من أي فترة مضت ليأتي بعده الجمهوري بوش الابن الذي أدخل أميركا في متاهة جديدة من الحروب بدءاً من أفغانستان على خلفية أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم العراق بداعي أسلحة الدمار الشامل، الأمر الذي أدخل الولايات المتحدة في مستنقع ونزيف من الأرواح والأموال، شوه صورة أميركا أمام العالم والحزب الجمهوري على وجه الخصوص، حتى أن بعض المحليين والسياسيين ذهبوا أن هذه بداية نهاية أميركا.
لذلك كان حتماً على الشعب الأميركي التغيير لإخراج أميركا من المستنقع التي وقعت فيه وإن كانت الأزمة المالية التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخراً هي العنوان الأبرز
بيد أن الأميركيين قد وجدوا ضالتهم "أي باراك أوباما" الذي وعدهم بالتغيير الشامل بأمل إخراج أميركا من المأزق السياسي وكذلك الاقتصادي ومن الوعود التي يتعشم بها الأميركيين هو إعادة الجيش الأميركي من العراق الذي خاض في العراق حرباً فاشلة.
طبعاً كل ما سردت بشكل مختصر هو ما جعل الأميركيين يصوتون بغالبية مريحة لمرشح الحزب الديمقراطي.
فهل سيفي أوباما رئيس الولايات المتحدة الجديد بما وعد؟ إلا إذا استخدم عصا سحرية تتغلب على كل المعوقات والتحديات.
ورغم الارتياح والترحيب بفوز باراك حسين من غالبية شعوب العالم وخصوصاً الشعوب العربية والإسلامية إلا أنه يجب على الدول العربية أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة ما ستواجه منطقة الشرق الأوسط حتماً من تحديات وليس كما يتكهن ويتفائل البعض.
لأن باراك أوباما قطع لإسرائيل وعداً بأن تكون القدس عاصمة لها وهو ما سيجعل المنطقة تدخل في مرحلة جديدة من المصاعب والتحديات سيما وبعد أن عين الرئيس المنتخب أيمن ويل كبير الموظفين في البيت الأبيض الأميركي وهو الأخير غني عن التعريف بجنسيته الإسرائيلية وعدائه الكبير للعرب والمسلمين.