محمد حسن العدوفي
قد تستغرب فخامتك وتتساءل ويلفت نظرك لفظ "الفرع"، ليس وحدك بل أنت وغيرك ممن سيقع نظره على هذا العنوان ولو من باب المصادفة وذلك من حيث عدم معرفة وإدراك المراد والمقصود من هذا اللفظ مباشرة، وهذا أمر طبيعي يفرضه مدلول كلمة "الفرع" نفسها والمتمثل في أن لكل فرع أصل يعود إليه وينتمي له ويرتبط به في أكثر خصائصه ومزاياه الموضوعية والشكلية مع بقاء الأفضلية والامتياز للأصل شكلاً ومضموناً.
لن أطيل لأن الإطالة قد تزيد في الالتباس والتساؤل، وسأترك "الفرع" لفخامتكم سيدي الرئيس لتعرفكم بنفسها وتحدثكم عنها وتكشف لفخامتكم ستار الخفاء والغرابة والتساؤل عنها إيماناً منها بحقها في إيصال رسالتها وإيماناً منها في توجيه رسالتها لمن يقدرها ويهتم لشأنها وهو فخامتك وحدك وليس أحد سواك وذلك فيما يلي:
* الفرع: هي إحدى مديريات محافظة إب الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية من مركز المحافظة والتي يبلغ عدد سكانها المائة ألف نسمة تقريباً والمعروفة بجبالها الشاهقة وتضاريسها الوعرة وقساوة الطبيعة والحياة فيها.
* الفرع: التي ناضلت وناضل أبناؤها قديماً وحديثاً في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة وتعميق الهوية الوطنية وترسيخ مبادئها وقيمها على أساس المواطنة الصالحة، ورفعت شعار الوطن عالياً كخيار وحيد لا بديل عنه، مستمدة هذه المعاني وهذه القيم من فخامتكم كغيرها من المناطق والمديريات في ربوع الوطن، والتي يعود الفضل لفخامتكم في غرسها وترسيخها في نفس كل فرد ينتمي لهذا الوطن من أجل بناء هذا الوطن العظيم ورقيه وازدهاره أرضاً وإنساناً.
* الفرع: التي أحبتك أرضها وأبنائها وكل شيء فيها حتى أشجارها وأحجارها وترابها وجبالها وسهولها والتي ان اختلف أبناؤها على شيء إلا أنهم يجمعون على حبهم ووفائهم لفخامتك كعهد وميثاق يلقون الله عليه.
- ولكن سيدي الرئيس.. هل تعلم؟؟
* أن الفرع وحتى يومنا هذا لا زالت معزولة عن المحافظة وذلك لعدم وجود طريق يربطها بالمحافظة سوى طريق لو كانت الحمير والحيوانات تملك عقلاً لما استحسنت أن تمشي فيه، ناهيك عن باقي الطرق إن صحت تسميتها، وأن أبناؤها إذا أرادوا الوصول إلى مركز المحافظة فإنهم يضطرون للسفر عبر محافظة أخرى وعبر مرحلتين مستعينين في ذلك بحبهم لفخامتك لا غير.
* إن أبناء الفرع يقطعون عددأ من الكيلو مترات للحصول على "شربة الماء" ونقلها على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ، وإن النهار لا يكفيهم لذلك ليستمروا في نقل شربة الماء أثناء الليل ويقابلون ذلك بالرضا لأنهم يحملون حبك والوفاء لك في قلوبهم.
* إن الفرع وأبنائها لا يعرفون الضوء والنور سوى بالطرق التقليدية "البندة والفانوس"، ويكتفون بالنظر إلى أضواء الكهرباء في المديريات المجاورة بما ينير صدورهم من حب وولاء لفخامتك.
* إن الفرع إذا مرض أحد أبنائها فإنهم يضطرون لنقله إلى إحدى المديريات المجاورة أو إلى محافظة أخرى لتتم معالجته، ومع ذلك فإنهم يستعذذون الأنين ويعتبرونه نوعاً من تراجيد يا الشعر أو الموسيقى أو النغم الجميل لأنك في قلوبهم.
* إن الفرع مليئة بالكوادر المتعلمة والمثقفة وخريجي الجامعات في مختلف التخصصات وحملة الشهادات العليا، إلا أنه لا يوجد من أبنائها من يشغل حتى مديراً عاماً على الإطلاق، أما ما هو معتمد لها من الدرجات الوظيفية فإنه يستحيا ذكره ومع ذلك تتم المتاجرة فيه ومصادرته لغير أبنائها.
* إن الفرع تعاني حتى هذه اللحظة من العزلة والانكسار والحرمان والإفتقار لأبسط الخدمات الأساسية والضرورية، وإن حقوقها ومشاريعها الخدمية لا تعرف الطريق إليها، والله وحده هو العالم بالسبب.
* إن الفرع إن كانت تعلم أن هناك مديرية أسوأ حالاً منها لاستحت وخجلت أن تتحدث عن حالتها وتوجه لفخامتك هذه الرسالة.
* أخيراً هذه هو الفرع سيدي الرئيس .. المديرية التي ظلمها اسمها .. فهل من لفتة؟