النائب/محمد بن ناصر الحزمي
رسالة أوجهها إلى إخوان أبي في الإيمان، من العراق حتى الأفغان.
أولاً أسجل شكري وأقدم اعترافي أن فوزي لم يكن بسبب كارزميتي، أو تعاطفاً مع موت جدتي، أو لأنني من الحزب الديمقراطي كما يحلل المحللون ويتملق المتملقون.
ودليل ما أقول من صواب هو فوز حزبنا في الكونجرس والنواب، وأكثر دقة في تأكيدي، فأنا من أصل أفريقي.
وقد سبقني في الترشيح جاكسون الأسود، ولم يحصل على رقم يعتد، والحقيقة التي يجب أن تقال، ولا يفهمها إلا العقال أن فوزي وحزبي في الانتخابات وسقوط الجمهوريين كالفراشات، وفي أغلب الولايات لم يكن لولا ما سطرتم من بطولات، وما أنفقنا من مليارات.
فأنهكتم الميزانية، ورفعتم عندنا المديونية، فأوصلتمونا إلى الأزمة المالية برغم أننا نهبنا العراق وثروته، وسرقنا آثاره وخزائنه.
ولكن قد علم الأنام أنه لا يبقى حرام.
أما الحالة الأمنية فقد رفعناها للأصفر، للأحمر، بل كل الألوان الطيفية عاش الشعب على الأعصاب من التهديدات الوهمية، موت قادم، تفجيرات إرهابية، هذا خطاب إدارتنا الأميركية.
ففر من عندنا المستثمرون إلى بيئة يعيشون فيها آمنين، ولم يبق عندنا إلا المال الطيار، المتداول في بورصات القمار، فارتفع الربا وانهار العقار، وأما توابيت الجند المرسلة، والجثث المبعثرة، والجروح المثقلة، أكدت للشعب أن جيشنا في مفصلة، لا ... بالورود استقبلوا بل القنبلة، وأن النصر كان وهم... مهزلة، فانكسرت شوكتنا والعنترة.
أما سمعتنا الدولية فقد زادتنا إلى أذيتنا أذية، برغم أننا أنشأنا للدجل إذاعة "سوى" وقناة الحرية"، ودربناهما على التدليس والتكذيب، فقد فٌضحنا في أبي غريب، ووقف الشعب يسأل وهو يرى ما حل في العالم وما جرى.
ألسنا نحن دعاة الديمقراطية، وأرباب الحرية؟ كيف دعمنا الديكتاتورية، وحاصرنا حماس برغم شرعيتها الشعبية؟ وكيف أنشأنا جونتنامو والمعتقلات السرية؟ ولماذا العالم يكرهنا بكل طوائفه حتى الجنية؟ إلا لأن إدارة بوش أكثر شيطانية.
والجمهوريون هم شر البرية، فقرر الشعب تأديبهم عبر الصناديق الانتخابية، فكان فوزي بالرئاسية انعكاساً للحالة النفسية، وقد جلست بعد الفوز أفكر، ماذا لو انتصر بوش "المدبر"؟
وانهزمت المقاومة، وسلم العراق أمره ليهود الدونمة، وكذا الأفغان دونما مساومة؟ لعاد بوش مبتسماً مفتخراً كعنترة، وحزبنا يعيش باكياً في مقبرة، أما أنا أعيش بؤس القهقرة، من لي بلوبي الأنجلة والصهينة.
أما منافسي جون ماكيني يكفيه تهمة لي أن أصلي مسلم وكيني، ومن هنا أكرر اعترافي بدون حساسية، لولا جهادكم ما فزت بالرئاسية.
ملحوظة:
إلى الذين راهنوا عليَّ وبالغوا بالرهانات قولاً ونثراً شعراً أو مقالات بأني سأغير السياسات، وأحل لهم قضية فلسطين، بحكم أن أبي من المسلمين، فأقول لهم صح، لكن.. لكل إدارة سياستها لكن تخدم أميركا ومصالحها فلا تتعبوا أنفسكم يا قومي فأنا رهين للأمن القومي.
فمصالحكم تعنيكم لا تعنيني.