عبدالباسط الشميري
عباس ينفذ توجيهات إسرائيلية بنزع سلاح المقاومة هي كذلك "الأجندة" الصهيونية تطالب بنزع سلاح المقاومة وعلى الدوام فمنذ أن تسلمت حماس السلطة بعد نجاح الانتخابات الفلسطينية وحصول حماس على الأغلبية طالبت تل أبيب وبتأييد من واشنطن بنزع سلاح حماس مباشرة وكأنها تقول بهذا الفعل أنتم الآن دخلتم اللعبة السياسية ولا يحق لكم امتلاك السلاح والديمقراطية، وإسرائيل بهذا التهريج تحاول إشغال الفلسطينيين في حماس والسلطة بل وكل الفصائل بقضايا لا تمت للعملية السياسية بصلة، فإسرائيل تمتلك ترسانة أسلحة لا مثيل لها في منطقة الشرق الأوسط، زد على ذلك الترسانة النووية التي تهدد أمن وسلامة المنطقة ولا أحد يهتم بهذا الأمر وكأن الأمر لا يعنينا على الإطلاق، بل ما يؤسف له بالفعل ليس الصمت العربي المطبق بل التعاون غير المسبوق بين بعض الأطراف العربية وإسرائيل، فمن جانبها مصر تشدد الحصار على غزة وتقوم بدور الشرطي الحامي لإسرائيل فما لم تقم به تل أبيب أو بالأصح ما لم تستطيع عليه دولة الكيان الصهيوني تنفذه القاهرة وبدقة متناهية، هكذا هي الحقيقة ولا نفتري على أحد ولا ينبغي أن يغضب من هذا القول الأشقاء سواء في فلسطين أو مصر أو في أي مكان آخر، وعلى الجميع تقبل النقد وبصدر رحب فمهما كانت العلاقات متوترة بين الدول العربية فلا ينبغي أن تكون مجالاً لتصفية الحسابات، فالرئيس الفلسطيني/ محمود عباس أصح بحاجة ماسة لتحسين علاقاته بحماس أكثر من أي وقت مضى كون نواب حماس في التشريعي الفلسطيني وحدهم قادرون على منح عباس الشرعية أو سحبها عنه وعباس يعلم هذا أكثر من غيره، بل لماذا يمارس عباس مثل هذا الابتزاز السياسي؟ هذا ما يفترض أن يجيب عنه محمود عباس، والأغرب من هذا كله إصراره على معاداة حماس مع أن بعض أعضاء المجلس التشريعي من فتح ليس لديهم الولاء المطلق لعباس، فلماذا المكابرة إذن؟ العلم اليقين عند عباس، وعطفاً على ما سبق يعتقد البعض في فتح خطأً إن بإمكان عباس الاستناد إلى الخارج، ويبدو هذا من خلال لقاءات عباس بالجانب الإسرائيلي أو الأميركي، فكلما التقى عباس بوفد صهيوني أو أميركي انعكس هذا سلباً على علاقاته بالداخل الفلسطيني وهذا حسب اعتقادنا يعد خطأً سياسياً يرتكبه الرئيس الفلسطيني وعلى الدوام في الوقت الذي لو عاد عباس للوراء قليلاً لتمعن في سياسة سلفه المرحوم الشهيد أبو عمار وكيف كان يدير الداخل الفلسطيني بل وحتى الخارج لحقق عباس ما لم يقم به الأوائل ومن هذا المنطلق نتمنى وبكل صدق أن يتم مراجعة سياسته ووفقاً لما تقتضيه المصلحة العليا للشعب الفلسطيني قاطبة لا على ضوء نصائح بعض القيادات داخل فتح والتي تفتقر للرؤية والحصافة السياسية، أو أنها لا تمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع الملف الشائك والمعقد، أو لنقل أنه ينقصها البعد السياسي الذي يؤهلها لإدارة الأزمة التي دخل فيها الأشقاء بوعي ودون وعي وبدون حساب للتناقضات والتجاذبات الإقليمية والدولية والتي تحاول جر أطراف النضال الوطني بعيداً عن مشروعها الوطني والله الموفق.
abast 66 @ maktoob.com