كروان عبد الهادي الشرجبي
يعتبر التعليم الفني حجر الزاوية والأساس في التطور والتنمية في العصر الحديث، إذ لا يمكن الاعتماد على التعليم الأكاديمي النظري فقط، لذلك أولته كثير من الدول المتقدمة اهتماماً بالغاً واعتمدت عليه كأساس في خططها التطويرية.
ولو كنت مسؤولاً عن التعليم الفني فإنني سأقوم بعدد من الإجراءات الأولية واتخذ بعض القرارات الصارمة بعد إجراء عدة لقاءات مع المختصين في المجالات الفنية.
أول هذه الإجراءات مراجعة تجربة المدارس الفنية أو المعاهد الفنية الموجودة لدينا لتقييمها والتعرف على أوضاعها وعلى الصعوبات التي تواجهها والعراقيل التي جعلتها عاجزة عن تأدية رسالتها.
كما سأقوم بدراسة شاملة لتجارب بعض الدول التي اعتمدت في تطورها وبناء اقتصادها على هذا النوع من التعليم للاستفادة من تجاربها واختيار ما يتناسب مع بيئتنا وظروفنا.
وسأستعين بمجموعة من الكوادر الفنية المتخصصة لوضع خطة دراسية شاملة تبدأ بتأسيس عدد من المدارس والمعاهد لما بعد المرحلة الثانوية.
وبسبب نظرة المجتمع للتعليم الفني وعدم الاقتناع به كونه لا يؤهل إلا الفاشلين هذا حسب رأي واعتقاد بعض الأهالي، لذلك فسوف أحتاج للقيام بحملة توعية تشارك فيها كل الجهات المعنية وعلى رأسها وسائل الإعلام المختلفة لإقناع الأهل أولاً والطلاب ثانياً بأهمية هذا النوع من التعليم.
ولأهمية التشجيع لا بد من تقديم مكافآت تشجيعية للطلاب المتميزين وإرسالهم في دورات تدريبية للخارج وتنظيم بعض الزيارات الميدانية المتبادلة.
في إطار الاهتمام بهذا الجانب وتحفيز الطلاب وتشجيعهم على الابتكار سأتفق مع عدد من الشركات لتسويق منتجاتهم لمساعدتهم مادياً ولا شك في أن تأسيس مثل هذه المعاهد سيساهم في خلق كوادر فنية مؤهلة يمكنها أن تخفف من مشكلة وجود الكادر الفني المؤهل.