عبدالباسط الشميري
"إذا كانت مشاريع إدارة محطات نووية عربية هي إستراتيجية للمستقبل، أي لمرحلة ما بعد نضوب النفط فالمنطقي أيضاً أن نعد مستلزماتها منذ الآن".
د/ حسن الشريف
عالم فيزائي لبناني يدرس في جامعة كاليفورينا
إن أخطر ما تعاني منه المنطقة العربية حسب اعتقادنا هو البقاء خارج السرب تغرد منفردة، هناك تجارب غربية وأخرى شرقية، وهناك مشاريع عملاقة تكاد تبرز أو بالأصح بارزة كالمشروع الصيني والمشروع الهندي ومشاريع أخرى تحاول الوثوب والتعملق ومهما كانت ضآلة حجم هذا المشروع الوطني لهذه الدولة أو تلك لكن يظل في الواقع والحقيقة أن لدي هذا الطرف أو هذه الفئة مشروعاً وطنياً تنافح عنه.
ففي الوقت الذي تهاوى فيه المشروع الماركسي ممثلاً بالنظرية الشيوعية للحكم ثم سرعان ما وثب الدب الروسي وعادت له حيويته وخلال مدة لا تتجاوز العقد ونيف من الزمن ليعود لمقارعة العدو اللدود له المشروع الرأسمالي الغربي وكما رأينا هذا المشروع الرأسمالي وهو يترنح أو يكاد يصارع الموت البطئ ورغم ذلك ما يزال فيه روح، بل ما زال الغرب يأمل في أن يكون للعرب دور في انتشاله من نكسته في الوقت الذي لا نرى أن هناك مجرد محاكاة للواقع بفرضية أن يكون لنا كأمة رائدة ذات حضارة ضاربة الجذور مشروع نقاوم فيه التخلف والتبعية المفرطة لهذا الاتجاه أو ذاك، بل ما الذي ينقصنا لنكون؟ ما الذي نفتقر إليه هو أن يكون لنا مشروعنا الخاص؟ وما هي البدائل التي يفترض أن ندرسها سعياً نحو التغيير وصنع المستقبل؟ لسنا بحاجة لمعجزات، بل لا نتطلع إلا لإصلاح ذاتنا للنهوض والبحث عن مصالحنا وكيف نحافظ على مصالحنا وفقاً لما تقتضيه المرحلة؟ وبما لا يتعارض مع مصالح الآخر الذي بكل تأكيد لن يمانع في ذلك، إن كانت لنا إرادة وتصميم على ذلك، إن العبارة التي أوردتها في بداية مقالي هذا المتواضع وهي للدكتور/ حسن الشريف الذي يعمل في جامعة أميركية تبقى محل دراسة واهتمام كل الباحثين والمهتمين وخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة، فلا ضير في أن يسعى العرب إلى التكامل والوحدة الاقتصادية التي لن تكون إلا باستيعاب كل المعطيات وتفهم الوضع القائم على طول وعرض المساحة الجغرافية لوطننا العربي، فالبلدان التي بحاجة لطاقة كهربائية بإمكان الدول الميسورة إقامة مثل تلك المشاريع وتكون لها عوائد مالية تماماً مثل ما يحدث في بلدان الغرب وكذلك المصانع والمشاريع العملاقة التي يمكن أن تسهم في تطوير وإحداث نقلة نوعية في هذه البلدان أو تلك، فالشراكة التي تبحث عنها الدول لا تتحقق إلا في ظل تكامل وتضافر الجهود المجتمعية والشعبية دولاً ومنظمات مجتمع مدني وفعاليات اجتماعية مختلفة.
إن التحولات الحضارية تفرض علينا التمعن والنظر بعمق لما يجري من حولنا من تغييرات وأحداث عالمية بالغة التعقيد، بل المسؤولية الحضارية لقيادات الوطن العربي تستدعي التحرك السريع والفاعل لتحقيق نهضة تنموية شاملة تحد من التبعية اللامعقولة والله من وراء القصد.<
abast 66 @ maktoob.com