علي راشد علبان
التسول ظاهره ترعب المجتمع اليمني خاصة مع انتشارها في الآونة الأخيرة بصورة لم تكن في الحسبان، فأين اتجهت ستلاقي نساء، أطفال، رجال متسولين، البعض أخرجتهم الحاجة للطعام وأعباء الحياة الثقيلة والبعض الآخر صارت مهنة يمارسها ويقوم بها في بعض الأحيان جميع أفراد الأسرة متوزعين في أحياء متفرقة سواءً بأمانة العاصمة أو المحافظات والمديريات وهذه الظاهرة اتخذت عدة طرق للحصول على ما يجب أن يحصلوا عليه من أي شيء يمكن أن يعطيهم الإنسان، ففي الريف سابقاً لم تكن ظاهرة التسول أي وجود لها إلا أن حملة الحكومة على هذه الظاهرة ومن يمارسها أدى إلى النزوح إلى الأرياف والهجرة من المدينة إلى الريف والعكس كذلك، لذلك يجد الإنسان فرقاً كبيراً بين متسول المدينة ومتسول الريف، ففي الأرياف جميعهم يلهثون وراء شجرة القات منذ الصباح الباكر بل هناك وسيلة نقل من وإلى العاصمة، ويتجمعون في الفروع والمداخل لأمانة العاصمة من جميع الاتجاهات، فهناك مجاميع يخرجون شمال العاصمة "همدان" وغرباً وشرقاً وجنوباً متجهين نحو ريف محافظة صنعاء المحاط بالعاصمة صنعاء يطلق عليهم "المبزغين" يقومون بقطف ورقات القات وقد يلاقون أحياناً صنوف الأذى والتوبيخ من قبل صاحب الجربة وهناك قضايا كثيرة تحكي مدى المهانة والتحرش بأطفال التسول "الأحداث" والغالبية العظمى من هؤلاء لم يتجاوزوا السن الخامسة عشر بمعنى أنهم يتسربون من سن التعليم الأساسي بحثاً عن سد حاجة البيت في ظل غياب رب الأسرة الأب فتجد الأم والبنت والابن كلهم يعملون من أجل الكل، كما قد يشكون غلاء الأسعار حيث نجد منهم من يحتل مكاناً في الصف الأول لصلاة الجمعة وبعد انتهاء الصلاة يقوم يستجدي رحمة الناس به فهولا يريد من متاع الدنيا سوى قيمة كيس القمح أو حق علاج ولده أو ابنته ولا مانع من اصطحاب صورة للمريض أو تزكية بعض الوجهاء بأن هذا الشخص يستحق المساعدة، المهم إن هذه الظاهرة تكاثرت بصورة غريبة جداً حتى في الأسلوب المستخدم من قبل التسول، فهو قد يعرض عليك بعض الكتيبات أو الأشرطة أو غير ذلك المحمولة معه ليبيعها، ووسيلة أخرى لثقافة التسول أشتري أو تصدق، ما أعنيه هو أين دور الدولة ووزارة الشؤون الاجتماعية؟ وأين ما يسمى الضمان الاجتماعي الذي "كسروا" رؤوسنا به؟ أين الضمان؟ ولمن يدفع؟ ومن يستلمها؟ هناك من يتداول بأن بعض المشائخ يستلمون أكثر من حالة دون علم صاحب الحالة المستحق فقد لا فرق بين متسول مستحق ومتسول شيخ والتسول أنواع ودرجات الكثير من يطرح بأن أمثال هؤلاء "مشائخ النيدو" لم يعد بالإمكان أفطامه، وتوجيهه بكلمة عيب سلموا الضمان للمستحقين لكنهم قاموا بتسجيل أرامل وأيتام ومعاقين وبأسمائهم يأكلون بعض المشائخ مستحقات المستحقين سواءً صدقات أو ضمان اجتماعي أو هبات يهبها بعض التجار إلى يد أحد من الناس ظناً من التاجر بأن الأمانة إلى يد أحد من الناس ظناً من التاجر بأن الأمانة ستصل والأجر من الله ففي رمضان الماضي أخبرني أحد المتسولين باسم المستحقين الذي فعلاً يستحقون هذا المتسول معروف عند أحد التجار إنه ذو مال وجاه لا يبتغي إلا الأجر للتاجر وله "الساعي للخير كفاعله" هذا صح لكن حين يكون الساعي مستغلاً حاجة الناس المستحقين للكسوة في العيد وغيره وإذا به يستغلهم أخلاقياً وغيره، كما هناك من يستغلهم سياسياً دعاية انتخابية لشخص أو لحزب قد تكون أهون من ذلك المجرد من الأخلاق، ما نبتغيه هو الإشراف الدقيق والأمانة لرصد الحالات المستحقة للضمان الاجتماعي، ففي مديرية همدان عضو المجلس المحلي الشيخ/ أحمد دغييش رئيس اللجنة الاجتماعية المعروف بنزاهته وأخلاقه النبيلة وجهوده المبذولة في الاعتماد للمستحقين ومنحهم الحالات المعتمدة لهذا العام، التي سيجزى بها يوم القيامة وله حسن الثواب.<