محمد أمين الداهية
دمار وتحطيم، قتل وتشريد، دموع وأنين، استغاثات لا تلقى من يجيب، أوجاع مؤلمة وقاسية، قلوبهم تحترق وصدورهم تكاد أن تنشق الظلم أضناهم، جبروت الصهاينة يصب جام غضب أعداء العرب والمسلمين على المسكينة "غزة"، غزة التي رفضت وأبت أن تركع وتطأطى رأسها "غزة" الحرة الأبية التي أبت أن تكون في يوم من الأيام ذليلة رهينة في أيدي المارقين الذين خرجوا عن إنسانيتهم وسلموا كرامتهم لخانقهم المحتل البغيض، "غزة" التي يلقي بها إلى التهلكة من تدافع عنهم وتحمي كرامتهم وتسعى وتخاطر بأبناءها من أجل شرف وعزة وكرامة الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية التي ابتعدت كثيراً وتنحت عن ما تعانيه الأرض المحتلة، ولكن ومع ذلك فقد أصبحت ضحية صمت عربي إسلامي، والأكبر من ذلك أن غزة الآن تضرب وتحطم بأيدي أبناء وطنها والذين لا نعرف أي كرامة وضمير سمح لهم أن يجعلوا من "غزة" البطولة والشموخ أرضاً أو مقبرة لأبناءها الأوفياء والمخلصين، وقد حصل ذلك ووجد من أبناء غزة من قتل على يدٍ فلسطينة عربية، والآن حملات الاعتقالات الفلسطينية العربية ما زالت مستمرة والعرب لاهون، بل مستمتعون بتلك المشاهد وكأنها مشاهد درامية مثيرة يتمنون أن لا تتوقف أو ينتظرون إلى نهاية الدراما وماذا سيحدث، يا للأسف ويا للخيبة والندامة، لقد استطاع أعداؤنا أن يصلوا إلى ما كانوا يطمحون به، لقد استطاعوا أن يزرعوا الفرقة والشتات بين أبناء فلسطين المغلوبة على أمرها وحالها، وما أغرب ذلك الاستنكار والإدانات الدولية الجماعية وأيضاً الإعلام العربي الذي نجده لا يفيق لقضايا الأمة العربية والإسلامية إلا إذا كان هنا خطب كبير تأسف له الدول العظمى بعد ذلك نرى ذلك الترويج الإعلامي الموحد لقضية فلسطين أو العراق وكأن هناك من يسير الإعلام العربي والعالمي ويقرر متى تكون هناك حملات إعلامية ضد المحتل ومتى يجب أن يكف الإعلام عن تناول هذه القضايا، صمت عجيب وانتفاضة موحدة، يا ترى أين وسائل الإعلام العربية من المأساة التي تمر بها القضية الفلسطينية وغيرها؟ أين البرامج والأغاني والأناشيد التي تعاتب وتستنكر وتدين كل ما يحصل على أرض فلسطين الحبيبة؟ وخاصة "غزة الضحية" سواءً من قبل المحتل الصهيوني الغاشم، أو تلك المصيبة التي أوجدها المحتل بين أوساط الشعب الفلسطيني، فإذا كانت قوة العرب أو هيبتهم لا تسمح لهم بأن يواجهوا إسرائيل ومن معها بالحقيقة واستنكار ذلك العنف على الفلسطينيين فنتمنى أن يستخدم العرب احترامهم المتبادل للضغط على الفرقاء في فلسطين، وأن يقولوا للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ولكن برؤية عربية.<