;

الطابور الخامس يتخبط 721

2008-11-11 03:29:54

حسن بن حسينون

لم أتحدث هنا عن النقطة الرابعة في مدينة تعز التي أقامها الأميركان في النصف الأول من ستينايت القرن الماضي والتي مثلث نقاط انطلاق للتآمر على الثورة اليمنية في الشمال وفي الجنوب لكنني أريد أن أشير إلى بدايات وتجارب ذلك الطابور التآمري منها دوره المباشر في هزيمة حركة الأحرار اليمنيين أو ثورة الأحرار الدستورية عام 1948م وقد جاء على لسان زعيم ذلك الطابور آنذاك: أن ما حصل لا يعنينا في شيء، لقد حل إمام زيدي محل الإمام يحيى محمد حميد الدين الزيدي نحن رعايا ولسنا خارجين، دع الزيدي يقتل الزيدي حتى تصفى لنا الأجواء ونحكم اليمن "رياح التغيير" لأحمد محمد الشامي، ومثلما تآمروا على ثورة 1948م فقد تأمروا أيضاً على حركة الثلايا عام 1955م الذي قال فيهم وفي المقدمة مشائخهم "لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت".

وبعد تجارب من العداء الطائفي حاول هذا الطابور أن يقيم دويلة انفصالية في اليمن الأسفل بعد مرور أقل من عام على نهاية الاحتلال العثماني لليمن وهزيمته في الحرب العالمية الأولى 1978م غير أن تلك المحاولة قد باءت بالفشل وتوحد اليمن تحت قيادة الإمام يحيى وأعلن عن قيام المملكة المتوكلية اليمنية.

بعد كل الهزائم التي حاقت بذلك الطابور وزعاماته فقد وصلوا إلى قناعة بأن الإقدام على أية محاولة أخرى سيكون مصيرها الفشل، وأن السبيل الوحيد هو الهجرة الجماعية أو الفردية نحو الجنوب بذريعة الهروب من نظام الإمامة الجائر، والعمل من داخل الجنوب على محاربة النظام في الشمال، لم يقتصر ذلك العداء على النظام الملكي، بل استمر ضد النظام الجمهوري منذ ثورة سبتمبر وحتى قيام وحدة "22" مايو 1990م وبعد أن أحكموا سيطرتهم الكاملة على القرار السياسي والحزبي للنظام في الجنوب ولا ننسى بأنهم قد شنوا ثلاثة حروب لإسقاط النظام في الشمال بعد الإطاحة بقحطان الشعبي حرب 1972م وتزعم عبدالفتاح إسماعيل، وبعد الإطاحة بسالمين واغتياله وتزعم عبدالفتاح بعدها، إن ذلك يدل أن لديهم أجندة خاصة بهم لم يتوقفوا لحظة واحدة حتى ما بعد حرب وفتنة 94م في التخطيط والتآمر بهدف تحقيقها، وبعد أن فشلت كل محاولاتهم التآمرية في الشمال منذ بداياتهم التآمرية الأولى حتى قيام الوحدة إلا أنهم قد نجحوا في الجنوب ولكن إلى حين وعملوا على تطبيق الشعار الذي رفعوه في عهد الإمامة الذي لم يحقق لهم أهدافهم، فرفعوا نفس الشعار لكن على الواقع الجنوبي والقائل: "دع الجنوبي يقتل الجنوبي حتى تصفى لنا الأجواء ونحكم الجنوب ومن ثم اليمن كله"، وعلى هدذا فقد حققوا نجاحاً كثيراً، غير أن السحر قد انقلب على الساحر فقد عادوا إلى حجمهم الطبيعي ومن معهم من المخدوعين بعد الانتصار الساحق الذي تحقق عام 1994م.

ومع ذلك فإن الطابور الخامس في اليمن كالدودة الشريطية كلما قطعت جزءاً منها تحول إلى دودة كاملة يتكاثرون ويتآمرون ولا نهاية لتآمرهم ومع أن نفوذهم في الجنوب قد انتهى بعد 94م إلا أنهم لا زالوا يتشبثون لأنهم لا يستطيعون أن يتحركوا باستقلالية وإنما بحاجة إلى طرف آخر والطرف الآخر هو الجنوب الذي استخدموه في معادة الشمال بل معاداة الثورة اليمنية، هذا الطرف مع الأسف إذا كان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين إلا أنه قد لدغ عشرات المرات ولا زال يلدغ حتى الوقت الحاضر.

أن هذا الطابور يستخدم أساليب في قمة الخبث والمكر يستطيعون من خلالها تخدير عقول البسطاء من اليمنيين وياما أكثرهم، يستغلون أبسط الأخطاء التي ترتكبها السلطة والعمل على تضخيمها ماهرين ومتفوقين في زرع الفتن والأحقاد وفي الدعاية والتحريض.

انظروا إلى ما تكتبه الصحافة التي يديرونها لا تنافسها سواء الصحافة الصهيونية يستطيع المرء أن يشم من خلالها الروائح الطائفية والمذهبية والانفصالية العفنة لغة ظاهرها الخير وباطنها الشر، مثلاً عندما يكتبون عن حرب صعدة، عن الفساد، العداء الصارخ للمؤسسات العسكرية والأمنية، تضخيم بعض الأخطاء الصغيرة التي يتابعونها بدقة في جميع محافظات الجمهورية كمواد دسمة لبث سمومهم، كيف يتحدثون عن القضية الجنوبية لخدمة أهدافهم، آخر ما كتبوه عن صحيفة "أخبار اليوم" تحت عنوان "صهن" وانتهاء بما يكتبونه عن كارثة السيول في حضرموت وعن المعونات والتبرعات حق يراد به باطل.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد