كروان عبد الهادي الشرجبي
هل جربت يوماً عزيزي الأب أن تحكي حكاية لأولادك؟ فلتكن صادقاً مع نفسك عند الإجابة!! لأنه حسب علمي واعتقادي أن الرجل يصيبه الملل بسرعة، وأيضاً لا يحفظ الكثير من القصص هذا إذا كان يحفظ قصصاً أصلاً!!
على عكس المرأة تماماً أي الأم فهي بارعة في سرد القصص للأطفال من خلال ما تقرأه من كتب وبعض الأحيان تقوم هي بتأليف هذه القصص ولديها صبراً غير عادي لأن الأطفال بطبعهم يحبون أن تعاد لهم الحكايا أكثر من مرة فنجدها تحكي وتحكي من دون أن تشعر بالملل، فهل ستفعل أنت ذلك؟
طبعاً لا. . هذا الكلام أكتبه أنا عن واقع مررت به وأتذكره حينما وقع أبي في الفخ واضطر أن يحكي لنا حكاية فكان يحكي لنا حكاية ولكنها ليست كقصص أمي المليئة بالتشويق، فحكاية أبي ليس فيها حيوانات ولا ورود ولا حتى أميرة، فأتذكر أننا في تلك الليلة نمنا بسرعة ولم نطلب منه إعادة الحكاية التي رواها لنا.
وفي اليوم الثاني استيقظنا جميعاً وبدأنا يومنا بالشكوى ل "ماما" من الحكايات التي حكاها لنا "بابا" وطلبنا منها أن تحكي لنا هي الحكايات، ولكنها سألتنا ليش حكاية "بابا" مش حلوة؟ طبعاً نحن كنا قد تعودنا على والدتنا أن تحكي لنا حكايات الأميرة والشاطر حسن وقصص ست الحسن والجمال وسندريلا والكثير من القصص الجميلة التي لا زلت أتذكرها حتى الآن.
هذا ليس معناه أن أبي لم يفعل لي شيئاً، صحيح أن أبي فشل في سرد الحكايات ولكنه كان ناجحاً في إخراجنا إلى الحدائق واللعب معنا.
فوجود الأب في حياة كل طفل شيء مهم جداً لذلك فليحرص كل أب على تواجده فإنه شيء عظيم في حياة أولاده حتى وإن كان لا يعرف يحكي حكاية. <