كروان عبد الهادي الشرجبي
تتلون عيناه بألوان الطيف ويصير أكثر صمتاً وشرود ذهن، ويذوب في الحب الجديد فيصبح كثير الاهتمام بنفسه وبلبسه وبمظهره حتى ذقنه لا ينسى أن يحلقه، ويحلق في سماء مشيدة بالشعر والأغاني فيفتش بين أوراقه عن شعر القباني وبين أشرطته عن أغاني عبدالحليم وأم كلثوم، وينسى التجربة التي قادته للزواج. في التجربة الأولى كان لها نفس الطعم والشكل ما عدا تغيير الأمكنة والأشخاص ويظن أن هذا التحليق الجديد سيدوم وأن لهذا الحب الجديد مذاقاً آخر.
وبالتأكيد سوف تلاحظ زوجته هذا التغيير وتذهب ظنونها نحو شكوك كلها صحيحة وربما أعطت له الأعذار وتركته يختلي بنفسه احتراماً لخصوصيته وجهلاً بعاداته الجديدة التي اكتسبها من حبه الجديد، وبعد أيام وربما أشهر تتحول التجربة إلى كابوس معتم ويصعب التخلص من تبعاتها، كأنه حين وقع في غرام الأخرى كان مغيباً عن الواقع وإلزامات الإنسانية تجاه بشر آخرين، ويتنبه أن هذه الأخرى ليست بأفضل من أم الأولاد التي تبذل كل ما في وسعها لاختراع اللاممكن حتى يرضى، بالمقارنة مع الأخرى التي لا يشغلها سوى طلب المال، وهذا يجعله يشعر بالندم على ما اقترف في حق نفسه ومحفظته وهل كان من الضروري أساساً الخوض في تجربة فاشلة حتى يعر
بقيمة ما لديه؟
إن الكثير من الأزواج لا يقدرون زوجاتهم حق التقدير، ولا يشعرون بذلك إلا عندما يقع الفأس في الرأس، لكن يبقى السؤال: لماذا يورط الرجل نفسه بمثل هذه التجارب؟.. لا نملك الإجابة!!
