عبدالباسط الشميري
ولا زلنا في محطة المسؤولية الاجتماعية فكلما تعانيه القطاعات الصحية في بلادنا يدخل في نطاق المسؤولية الاجتماعية، فالإصابة بالملاريا مهولة بل كارثة، العالم اليوم يتحدث عن مرض الإيدز الذي حير العلماء ونحن ما نزال نكافح الملاريا وشلل الأطفال.. حقيقة لو يتابع المرء بعض التقارير المختصة في مجال الطفولة والأمراض والأوبئة لصعق من هول ما يقرأ ويسمع عن الأمراض المنتشرة على الخارطة اليمنية "ملاريا، بلهارسيا، شلل أطفال".. والخ.. صحيح أن لا أحداً ينكر أن لدينا نقص في المعدات والإمكانيات ضئيلة إلا أن هذا ليس مبرراً لبقاء وزارة الصحة والسكان مكتوفة الأيدي إزاء كل ما يطرأ على الطفولة بل الساحة بأسرها، إن أمام وزارة الصحة والسكان مهام جسيمة لا بد أن تؤديها وإلا فلتكاشف الحكومة والشعب بأنها غير قادرة على القيام بمهامها ليكون الجميع على بينة من الأمر، فما نراه في المستشفيات الرئيسية في العاصمة يبعث على الأسى والحزن، إن الطوابير الطويلة والأجساد المنهكة التي تفترش الأرض لا تدل على أن لدينا وزارة تسمى "وزارة الصحة والسكان" بل لو دفعك الفضول للتجول في الأدوار العلوية للمستشفى الأول في الجمهورية لشاهدت عجب العجاب "مستشفى الثورة أو مستشفى الجمهوري"، فهناك من مر عليه شهر وآخر شهرين وثالث أقل أو أكثر والكل في انتظار لحظات غسيل كلوي يعتقد أنها تقيه الموت البطيء أو المحقق لكنه اعتقاد يبقي قليلاً من الأمل لهذا المريض لعل وعسى أن يكون هناك بصيص أمل في حياة بائسة، إننا لا نهذي بل نقول حقائق ونتمنى أن يسعى الجميع إلى التغيير وإلى الأفضل فلسنا بحاجة إلى عمل إداري يظل حبيس المباني والمكاتب.
إن دور الصحة يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، وإذا لم تقم الجهات المعنية بالمهام الصحية فكيف لنا أن نطالب القطاع الخاص وغير الخاص ليساهم؟ كيف؟ أعتقد أن الإجابة في جعبة وزير الصحة.
مطلوب نشاط توعوي
هناك معلومات تؤكد بأن شلل الأطفال الذي يصيب الطفولة يعود سببه للحمى الشوكية في محافظة واحدة يمنية يصل عدد الأطفال الذين يصابون فيها بالشلل إلى ثلاثة أطفال يومياً. هذا في محافظة هامة وقريبة من المستشفيات والمراكز الصحية وفي مكان يصل فيه مستوى الوعي لدى الآباء والأمهات لدرجة عالية فكيف حال الأطفال في المناطق النائية التي يصاب فيها الطفل بالحمى في اليوم مرتين؟ لكن لا تدري الأم ولا الأب هل هذه الحمى شوكية أم حمى من نوع آخر؟، صدقونا إن غالبية الأسر اليمنية لا تفهم معنى كلمة حمى إلا في إطار ضيق (زكام)، والغالبية لا يستخدمون حتى خافضاً للحرارة، فأين يقع دور وزارة الصحة في هذه المسألة؟
abst66@maktoob.com