أ.محمود الجنيد
طالعتنا صحيفة الثورة في العدد (16069) الصادر بتاريخ 9/نوفمبر 2008م على رأس الصفحة الاخيرة بعنوان " من سينتخب الشعب" استقرأت فيه حال المواطنين تجاه من منحوهم ثقتهم ليكونوا ممثليهم تحت قبة البرلمان إلا أنهم لم يكونوا عند مستوى تحمل المسؤولية والثقة التي منحوا إياها بعد ان وجدوا هؤلاء الأعضاء لا يمتلكون ابجديات الثقافة البرلمانية الصحيحة ولا يتمتعون باي قدر من الوعي السياسي - حسب الثورة، وكنا نتمنى ان تذكر الثورة في تناولتها تلك أهمية مشاركة أحزاب اللقاء المشترك في الانتخابات البرلمانية القادمة ولو بالإشارة فقط كونها تمثل الوجه الثاني للسلطة وانه لا ديمقراطية حقيقية بدون تواجدها على الساحة السياسية فمهما حصلت اختلافات بين فرقاء السياسة فلا ضير في ذلك ما دامت ثقافة الاستقصاء للاخر غير واردة في ايدلوجية القيادة السياسية في بلادنا ممثلة براعي الديمقراطية المشير/ علي عبدالله صالح - حفظه الله الذي لم يألوا جهداً في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الذين نتمنى منهم ان يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ويقبلوا المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.
وإضافة إلى ما تناولته الثورة في صفحتها الأخيرة تلك حول أعضاء مجلس النواب والأعمال المناطة بهم نقول:
كثيرهم أعضاء مجلس النواب الذين كان الحظ حليفهم في الفترات السابقة لتقلد مركز من مراكز صنع القرار تحت قبة البرلمان في المجلس التشريعي دون وعي أو إدراك منهم لما يعنيه هذا المنصب الذي اعتبروه كغيره من الوظائف العامة للدولة متخذين منه مصدر رزقٍ آني لهم.
متناسين في ذات الوقت من منحوهم ثقتهم في التعبير عما يعتريهم وينغص معيشتهم الحياتية من هموم ومكدرات، وطرحها على من يعنيهم الامر لمعالجتها والتخفيف منها.
غائبين عن جماهيرهم وأبناء دوائرهم وكأن همومهم ومشاكلهم وقضاياهم لا تعنيهم لا من قريب أو من بعيد.
شاعرين بان طرقهم الالتوائية التي أوصلتهم أيام الاقتراع إلى قبة البرلمان على حساب هذا الحزب او ذاك وخصوصاً المؤتمر الشعبي العام الذي فرضهم على جماهيرهم - شاعرين بأنها ستدوم لهم وان أولئك الناس سيستمرؤون تلك الوعود الرنانة التي لم يفق أبناء دوائرهم إلا وهم بين فكي كماشة لا هم أولئك الذين حصدوا وعود ممثليهم الانتخابية، ولا هم أولئك الذين وجدوا من يتابع همومهم ويحل مشاكلهم ومعاناتهم ممن خانوا عهودهم ومواثيقهم التي أخذوها على أنفسهم بأن يكونوا من السباقين الذين جل همهم ان يروا أبناء دوائرهم سعداء وقد تحقق لهم ولو شطر ما يطمحون إليه من بناء مدارس وشق وسفلتة طرقات وإيصال الوسائل الخدماتية إليهم من شبكة كهربائية واتصالاتية ونحوها.
ان على مثل هؤلاء المستغلين لعواطف الناس ان يعوا جيداً بان الجماهير قد أدركت بان الأجدر بثقتهم وتمثيلهم في المجالس النيابية هو ذلك الشخص الذي اعتادوه دائماً صادقاً وفياً يهمه ويؤرقه حال أهل دائرته ويعمل جاهداً من أجل التخفيف من آلامهم ومعاناتهم.. ذلك الشخص البسيط المتواضع سهل المنال والرجل الجسور المعروف برجل المواقف عند اشتداد الأزمات ونزول الملمات مغلباً المصلحة العامة على المصلحة الآنية، مترفعاً فوق سفاسف الأمور، لم يكن يوماً طامعاً إلى تقلد هذا المنصب لكونه تشريفاً بل لأنه يراه تكليفاً، الدافع الوحيد لتقلده هذا المنصب هو حبه العميق لأهله وأبناء دائرته الذي كله إصراراً وعزيمة على خدمتهم والسهر على حل مشاكلهم وهمومهم ومعاناتهم بعد ان عجز ممثلوهم السابقون ان يفوا ولو بشيء بسيط مما تفوهت به ألسنتهم في مهرجاناتهم الانتخابية التي دغدغوا فيها عواطف الناس واتخذوها مطية للوصول إلى مآربهم من خلال التربع على مقاليد كراسي السلطة التشريعية تحت قبة البرلمان، لكن سرعان ما تعروا وانكشفوا امام جماهيرهم الناخبة التي أصبحت الآن أكثر وعياً وإدراكاً لمن هو المستحق لأصواتهم في تمثيلهم البرلماني، أضف إلى ذلك إدراك القيادة السياسية بان هناك أشخاصاً ثبت فشلهم فيما أوكل إليهم من مهام من قبل جماهيرهم الناخبة - استغلوا قوة الحزب الحاكم ونفوذه السياسي والذي شعر في نهاية المطاف انهم ليسوا هم الأشخاص الذين يجب ان يكونوا أعضاءً يمثلون تلك الجماهير في المرحلة القادمة، بل لابد من الالتفات لإرادة الجماهير ورغبتها في التغيير وجعل ممن لهم حضور اجتماعي ووعي ديمقراطي وسياسي في صدارة من يمثلون الشعب ويطالبون بحقوقه إدراكاً لمصالح الناس ومصالح هذا الوطن أولاً وآخرا.
نائب رئيس دائرة التوجيه - والإرشاد بالأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام