عبدالباسط الشميري
لست مع إجراء الانتخابات في هذا الوقت ولا أريد أن يفهم البعض قصدي بأنني مناصر لطرف ما، لكن وفي نفس الوقت أنا لست مع من يقوم بالأعمال الهمجية الطائشة ضد اللجان التي تعمل في الميدان "لجان القيد والتسجيل" ثم من هذا الطحطوح الذي ينصب نفسه ليكون حاكماً ومواطناً وقاضياً ومصدراً للأحكام ومنفذاً للحكم في ذات الوقت؟ ثم ما هو دور الدولة وأجهزة الأمن إذا كان هذا المواطن أو ذاك يقوم بإلقاء قنابل ضد لجان القيد والتسجيل أو يقوم بطرد ومهاجمة أعضاء لجان القيد والتسجيل هنا وهناك على طول وعرض المساحة الجغرافية للوطن اليمني؟ وهناك من يرفض وصول اللجان إلى هذا المركز أو ذاك، أقول ماذا بقي للدولة إذا كان من يريد وظيفة يسطو على لجان القيد أو من فقد قريب بحادث قتل أو ما يطلق عليه في بلادنا بسبب الثأر الذي انهك القبيلة اليمنية وشوه حاضرها وتاريخها؟ ثم ماذا نتوقع من إنسان يلقي بالقنابل على نساء أو رجال وبمبرر أنهم من لجان القيد والتسجيل؟ أو من يقوم بأي عمل همجي سخيف كالذي نرى ونسمع؟ وهل يمكن أن نطلق عليه مواطن؟ لا نتحدث الآن لنقف في صف هذا الطرف أو ذاك، فالحزب الحاكم على سبيل المثال وبإصراره على إجراء الانتخابات في موعدها المحدد وهو لا يخرق؟ القانون والمعارضة برفضها المشاركة في الانتخابات، هي أيضاً لا تخرق القانون، بل هذا يعد وبحسب القانون حقاً من حقوقها.
ثم إذا كنت أنا أرى أن الانتخابات يمكن تأجيلها إلى وقت آخر هذا لا يعني أنني سأذهب لأصارع لجان القيد والتسجيل بل سأذهب إلى مركزي الانتخابي وأطلب نقلي إلى المركز الذي سأنتخب فيه وهذا حق من حقوقي، وحتى في حال قررت أن لا أقترع في 27 أبريل 2009م لن أذهب إلى المركز الانتخابي هذا في الوقت الذي سيقول قائل الانتخابات منظومة متكاملة ... أي نعم هي منظومة لكنها ليست مشجباً نعلق عليه سوءتنا وقلة حيلتنا وجهلنا بثقافة وأسس الاختلاف، وأقولها وبالفم المليان إذا كانت هذه الانتخابات ستقودنا إلى صراع واقتتال وتقطع واحتراب فالله الغني عنها، نحن لسنا بحاجة لها وهنا يأتي دور أجهزة الأمن والدولة، إما أن تكون هيبتها وقوتها وقدرتها على توفير أجواء آمنة وبدون وجع رأس أو لتوقف المهزلة خاصة وأن البعض الطائش بدأ يمارس هواياته في إطلاق النار ومحاولة إقلاق السكينة العامة وتهديد حياة البشر، ونحن لا زلنا نبحث عن توفير علاج ومسكن لمن تضرروا من السيول، فيا عقلاء اليمن اصحوا من النوم .. ماذا سيقول العالم عنا؟ ثم ما الذي سيحدث إذا منحنا أعضاء البرلمان ستة أشهر إضافية أو سنة؟ هل ستنقلب الدنيا؟ ألم نمنحهم من قبل عامين ماذا فعلوا لنا؟
وختاماً إن المجاهرة بالمعصية جريمة وحماقة ما بعدها حماقة، والله من وراء القصد!
abast 66 @ maktoob.com
