علي راشد علبان
التهريب والفساد وجهان لعملة واحدة لهذا الوطن، يختلفان في عملية نهش ثروات البلاد وتشويه سمعة اليمن في الداخل والخارج، فإذا كان من يهرب اليوم الأدوية بكل أصنافها قد يقوم يوماً من الأيام بتهريب مخدرات فهو قد يهرب ويستورد أعلاف للدواجن والحيوانات تزيد من خطورتها أكثر من فائدتها للمستهلك اليمني، حيث هناك من يتداول الحديث حول أعلاف البقر المستورد الذي قد يكون مخلوط بعظام الخنزير وغيره، وهذا ما يعد محرماً شرعياً، إضافة هناك مستوردات تتمثل في مبيدات حشرية وأسمدة وتباع للمواطنين بطريقة هستيرية في استيرادها وبعضها بصورة جنونية عشوائية تقتل البشر والحيوان، فهناك مواد كيماوية تحول في الإسراع بنضوج الثمرة قبل نضوجها الطبيعي، وخذ وأمثال على ذلك لحادثة مقيل حجة قبل سنوات في إحدى المناسبات حين تناولوا "غصن القات" المسموم وغادروا الحياة دون رقيب ولا حسيب وضاع برنامج من المسؤول عن هؤلاء، وهل هناك استئمان على حياة الإنسان حين يتضرر نتيجة تناوله الفاكهة أ, مشروب أو غيره، فأين دور جمعية حماية المستهلك؟ بدأ نشاطه ملموس أبان الأستاذ/ عبدالسلام غالب القمش وللأسف غادر ذلك الأستاذ النشيط النزيه وغادرت معه تلك الجمعية التي نسمع عنها ولا نراها، وهناك جمعيات لها مسميات تتعلق بحماية الإنسان وأخرى تتعلق بالطفل والأرملة وكم يا كم من أسماء لجمعيات، فقد تتسول باب السفارات وعلى الاتحادات العالمية وغيرها وتستقطب ما استطاعت مادياً وعينياً، لو إن المطلع والمتفحص يأخذ نفسه دورة فقط ويلف على شارع من شوارع أمانة العاصمة وليكن في حي حدة أو الزبيدي أو الحصبة ستلمح عينة الكثير على اللوحات لمقرات تلك الجمعيات المتزاحمة على المعونات والهبات، ولقد وصل الشحت عبر الجمعيات إلى مستويات عليا وجهاء مشائخ مسؤولين ولو بطريقة غير مباشرة وأكثر حركة وتدوير وإدارة لتلك الجمعيات من النساء أكثر لباقة وقبولاً الخضرة والوجه الحسن وعلى فكرة على لا تشكل كل الجمعيات، فهناك جمعيات ناجحة ومنظمات لها صداها في الشارع السياسي والثقافي والاجتماعي على سبيل المثال منظمة "سراج" وتمثلها الأخت صباح بدري فتاة فعالة خدومة جداً ناجحة لديها صلة وثيقة ومطلعة على حالات الناس، وأخرى الأستاذة/ فاطمة يحيى الكبسي وكثير هناك الصور المشرقة لجمعيات ناجحة، كما إن هناك جمعيات ليس لديها برامج ولا أهداف تسعى لتحقيقها أكثر من تحقيق أهداف لصالح مؤسسيها كالحصول على سيارة ومنح وفوائد مادية وعينية تعود نفعها لأفراد وأبناء مؤسسيها، أعرف إحدى الأخوات التربويات في إحدى المحافظات تملكت سيارة الجمعية التي كانت تشرف عليها وجركم مغالطة هذا لي وهذا لك ... إلخ.