كروان عبد الهادي الشرجبي
العم محمد شخصية محبوبة طيب القلب، أحبه ويحبه الجميع صغاراً وكباراً، العم محمد لديه ثلاث فتيات زوج اثنتين، تزوجت الأولى إلى قريب لها والثانية من شخص تقدم لها.
فرح كثيراً بزواج ابنتيه لأنه كما يقول/ البنات هم يحمل فوق الأكتاف حتى لو كن طيبات خلوقات فهن هم، إذ أن الأب يظل قلقاً عليهن طوال الوقت، أما الآن وقد تزوجت ابنتاه فقد ارتاح من هذا الهم.
ومرت السنين ولكنها ليست كثيراً، عادت الأبنة الأولى إلى أبيها ولديها طفلين وهنا عاد إلى العم محمد همه بعد أن ظن أنه غادره، وبعد فترة ليست بعيدة عادت الابنة الأخرى ولديها طفلة، وازداد هم العمد محمد الضعف لأنه أصبح مشغولاً وبوجود بناته وأولادهن سيما وأن أزواجهن لم يفكروا حتى بإرسال مصاريف لأطفالهم.
جلس يفكر ويدعو الله أن يزيح عنه ما أصابه، وفجأة عادت به الذكريات إلى البعيد ومر أمامه شريط الماضي وكأنه حاضر ماثل أمامه، وكان هذا الماضي هو زوجته وابنته وولده، إذ أنه كان متزوجاً في قريته التي ترعرع فيها؛ وكان ثمرة زواجه ولد وابنة وغادر القرية إلى المدينة ليعمل من أجلهم ولكن الحياة أخذته إلى طريق آخر وأرسل بورقة الطلاق إلى زوجته ونسي الموضوع وعاش حياته مع زوجته الجديدة وأنجبت له وهكذا نسي.
وعندما عاد إلى أرض الواقع وبعد أن فرغ شريط الذكريات علم أن ما حصل لابنتيه ما هو إلا عقاب من أرحم الراحمين.
وقرر على الفور الذهاب إلى القرية والسؤال عن أولاده اللذين تركهما أطفالاً، هل ترى سيقابل بترحاب؟ وإذا لم يحصل ذلك فهل من حقه أن يزعل منهم؟ أم يتحمل لأنه كان المخطئ منذ البداية؟ وأنتم الحكم.
نستقبل تعليقات القراء على الأيميل KARAAAN2001@HOTMAIL.COM