عبدالمجيد السامعي
القات بلوى ومحنة ابتلانا الله بها، له أضرار كثيرة يغفل عنها الناس وأقصد إن الاعتياد على تعاطي القات يستعبد إرادة الإنسان ويجعلها أسيرة لهذه العادة السخيفة التي لا يقوم بها عاقل، بحيث لا يستطيع أن يتخلص منها بسهولة إذا رغب في ذلك يوماً لسبب ما كظهور أضرارها على بدنه أو سوء أثرها في تربية ولده أو حاجته إلى ما ينفق لصرف المال في وجوه أخرى أنفع وألزم أو نحو ذلك من الأسباب.
وللقات أضرار اجتماعية كبيرة وذلك أن متعاطيه لا يهتم بزوجته ولا أولاده ولا أقربائه، بل يهمل في شؤونهم ومتطلباتهم ويصرف كل همه في الحصول على القات وينفق أمواله في شرائه، مع أن المخزن يكون في أمس الحاجة إلى المال، ولا يخفى أن إهمال الأسرة وعدم الاهتمام بها يعكس أضراراً اجتماعية تؤدي إلى التشرد والتشتت للأولاد وعدم الاستقرار العائلي وهذا يخل بأوامر الشرع بحسن المعاشرة بين الزوجين وإحسان الإنسان إلى من حوله.
أن أهم أسباب الطلاق في الأسرة قد يكون عادة مضغ القات، إذ أن الزوجة لا تستطيع أن تتحمل غياب زوجها وعدم اهتمامه بالأطفال وبحاجتهم لذلك لا تجد سوى العودة إلى منزل أهلها.
وهكذا ترتفع نسبة الطلاق بسبب القات.
وبسبب هذا التمزق ترى بعض المتعاطين يجور على قوت أولاده الضروري من أجل إرضاء مزاجه؛ لأنه لم يعد قادراً على التحرر من ذلك المزاج والقات يثقل على العبد أداء الواجبات لا سيما الصلوات الخمس؛ لأن مضغ القات يستدعي فترة طويلة يخزن فيها المتعاطي للقات ويلزمه في غرفته مكاناً بعيداً عن الهواء؛ لأن القات لا يتناسب مع الهواء ومع البرد ويصعب عليه الخروج من مكانه حتى تنتهي جلسة القات، فإن كان المتعاطي من الذين كانوا يصلون كرهت نفسه الانفكاك عن القات إذا سمع الأذان ويؤخر الصلاة عن وقتها، وأما أكثر المخزنين يتركون الصلوات لأن الشيطان يستحوذ عليهم، وكلنا نعلم أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام فالله عز وجل أمرنا بالمحافظة عليها قال تعالى: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين"، فالقات لا يسمن ولا يغني من جوع وقد تحدث عنه الباحثون كثيراً حيث قالوا: أنه يعمل على انتشار السرطان في اللثة والقولون ويعمل على خلط الإنزيمات التي يفرزها الجسم مما يؤثر على بنية الإنسان وعقليته وإدراكه، كما أن الإحصائيات التابعة لمراكز البحث العلمي تقول أن "80%" من الناس المخزنين يعانون من الضعف الجنسي وخاصة بعد سن الأربعين، كما أن مجالس القات تساعد على تعاطي التدخين والمخدرات، ندعو الله أن يعيننا على الإقلاع عن تناول هذه الشجرة الخبيثة والله الموفق.