;

ما بعـــد عـــرفات 744

2008-11-15 03:43:24

احمد عمرابي

الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عند أواخر عام 1987 فاجأت الرئيس ياسر عرفات وصحبه في قيادة فصيل فتح وهم في مقر إقامتهم في تونس بينما كان فصيل «حماس» آنذاك في قلب الحدث داخل الأرض المحتلة.

فتح دخلت الأرض المحتلة للمرة الأولى بعد ست سنوات من انطلاق الانتفاضة. . وعلى متن «أوسلو». . وبشروطها الإسرائيلية. . وفي مقدمتها أي الشروط أن تشطب فتح فوراً وإلى الأبد من ميثاقها نهج الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، هذه هي حقيقة الماضي الجذرية التي تفسر لنا سبب القطيعة الراهنة بين الفصيلين: فصيل نبذ النهج الأوحد الذي من المستحيل من دونه أن تنتصر حركة تحرر وطن ضد احتلال أجنبي. . وفصيل لا يزال ملتزماً بهذا النهج.

عندما أخذت أخبار انتفاضة الثمانينات تظهر في وسائل الإعلام العالمية لم يفهم الرئيس عرفات تماماً معنى ما كان يجري أو مغزاه. وتقول روايات التاريخ القريب أنه بينما كان يتابع الأحداث اليومية الجارية في داخل الأرض المحتلة فإن مشاعره لم تكن تخلو من قلق. كان هاجسه الأول والأعظم هو احتمال ظهور قيادة جديدة للشعب الفلسطيني في الداخل كبديل أو على الأقل منافس لفصيل فتح و«منظمة التحرير» في الخارج.

شعور القلق هذا ربما يكون السبب الذي دفع بالرئيس عرفات للبحث عن طريق يوصله إلى التفاهم على نحو أو آخر مع أية جهة بما يحفظ لمنظمة التحرير مكانتها كتنظيم قيادي أوحد للفلسطينيين.

بنظرة للوراء نستطيع الآن أن نقول إن أوسلو كانت فخاً منصوباً. . وأن أبوعمار دخل هذا الفخ، ربما كان ذلك سوء تقدير من قبيل تعجل الأمور. وربما أدرك الرئيس عرفات عواقب سوء التقدير هذا في وقت لاحق فقرر أن ينقذ ما يمكن انقاذه. وربما أن تعامله مع إسرائيل والولايات المتحدة على هذا النحو هو الذي أدى إلى اغتياله. . فأغلب الظن أنه قتل.

رحل عرفات إذن قبل أربع سنوات وفي نفسه شيء من «حتى». لكن إرث أوسلو بقي كنهج أوحد لقيادة السلطة الفلسطينية من بعده.

ومن الإنصاف أن نقول إن عرفات كان يرفض الضغوط الإسرائيلية الأميركية لحمله على توجيه قوات السلطة الفلسطينية للمشاركة مع القوات الإسرائيلية في قمع الانتفاضة الثانية في عام 2000 مما آثار حفيظة السلطات الإسرائيلية ففرضت عليه حصاراً مشدداً وطويل الأمد في «المقاطعة» كان مقدمة للتفكير الإسرائيلي لوضع نهاية حياته. ولو امتد العمر بعرفات ربما أعاد النظر في قرار نبذ الكفاح المسلح.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد