كروان عبد الهادي الشرجبي
كانت فتاة مرحة بشوشة وكانت ابتسامتها مفتاح سرها وكانت تحلم بتكوين أسرة صغيرة وسعيدة مثل باقي الفتيات وتحقيق الحلم الوردي حين تمت خطوبتها من رجل شعرت أنها سوف تعيش معه أجمل أيام حياتها، وبالفعل كان لها ذلك، فعندما تزوجته شعرت أنها ملكة متوجة على قلب زوجها، وأنها تعيش في مملكتها الخاصة تفعل بها ما تحلو لها.
لكن الحياة لا تجود دائماً بما نحلم ونتمنى، فقد اكتشفت بعد زواجها بفترة بسيطة أن زوجها بدون عمل وبدأت الأزمات المالية المتراكمة تحاصرهم وأشار عليها أن تطلب المساعدة من أهلها وبالفعل عملت ذلك كحل مؤقت حتى يجد حلاً لهذا المأزق.
ولكن الذي حصل أن هذا الزوج استغل الوضع وتعود على الراحة ولم يحاول أن يجهد نفسه بالبحث عن أي عمل.
هذا ليس كلام خيالي ولا إبداع، وإنما هو واقع معاش لإحدى الفتيات اللاتي لم يحلمن بالكثير ولكن القدر أوقعها بهذا النوع من الرجال لا أريد أن أظلم الرجال حين أطلق على هذا النوع اسم رجل؛ لأنه بنظري ونظر الكل لا يستحق أن يطلق عليه اسم رجل.
لأن واجب الرجل توفير الاستقرار الأمان، وأن يبذل ما في وسعه من أجل البحث عما يحقق له ولأسرته الأمان، وأنا على يقين أن كل رجل إذا ما مر بأزمة مالية وبذل كل ما في وسعه من أن تجتنب أسرته أي أزمات فإن زوجته سوف تسانده بكل ما لديها وتقف معه في محنته حتى يتخطاها.
أما من يبتليها الزمن بأحد الرجال الذين يرفضون السعي للبحث عن وظيفة وتوفير أبسط الطلبات أن تتحمل لأني على يقين أن أي مشاعر بالحب سوف تتحول إلى نفور ويصعب التفاهم وتتحول الحياة فيما بينهما إلى نار ومشاكل لا تنتهي وسوف تتفاقم المشاكل لتصل إلى طريق مسدود.
فكيف يعقل أن يدرك الإنسان أن أفعاله هذه تهدد حياته بالانهيار، ويستمر فيها بوعي وإدراك؟
