كروان عبد الهادي الشرجبي
فتاة شابة جميلة تزوجت من رجل وكان حلم حياتها أن تستعرض بيتها الذي تعتبره مملكتها ولكن الأقدار شاءت أن يفقد زوجها عمله فاضطرت هي للعمل في فندق وبحكم أنها لم تكمل دراستها فقد كان عملها وفقاً لدراستها أي لمؤهلاتها وطبعاً كان الراتب أيضاً ضئيل وأثناء عملها تعرفت بفتاة أخرى تعمل هناك ونشأت بينهما صداقة على أثرها انجرفت تلك الفتاة بأعمال مخلة بالآداب وطبعاً كان القدر حسب ما أقنعتها صديقتها أن الراتب لا يكفي ولازم نشوف حالنا، وكان كل ذلك دون علم زوجها وحصل ذات يوم أن ألقت الشرطة القبض عليهن وحضر زوجها إلى الشرطة وأخذها من هناك إلى بيته وكان تصرفه غريباً أو طلب منها مواصلة العمل قائلاً لها كنت تعملي دون علمي أم الآن فبعلمي والبيت يريد فلوس، وعندما كانت ترفض كان يضرب ابنتها الصغيرة ويضربها، وعندما ضاق بها الحال ذهبت إلى الشرطة لتشتكي به ولكن سوء حظها أوقعها بأيادي لا ترحم فبدلاً من النظر في شكواها بجدية قاموا بإخراج ملفها السابق على اعتبار أنها ذات سوابق وهكذا حولت للنيابة وطبعاً الزوج أنكر كل شيء وطالما أنها اعترفت أمام النيابة كان لا يلغي سجنها وبالفعل سجنت تلك الفتاة ولا زالت تقبع في السجن.
هذه ليست قصة من فيلم عربي أو حتى نسيج خيالي وإنما قصة حقيقية واقعية من واقع حياتنا التي نعيشها إذ أن حياتنا مليئة بالأسرار والألم والمآسي فكنا نسمع دائماً قصصاً فيها غرابة ولكن لا نصدقها، أما الآن فقد سمعت وشاهدت الكثير والكثير من القصص التي تكاد تكون أقرب إلى الخيال لأن المنطق يرفضها، فصاحبة مقالي هذا أخطات في البداية ولكنها بعد ذلك استغلت من قبل زوجها وحاولت التخلص منه أي أنها أرادت أن تبتعد عن الأعمال القذرة بدليل ذهابها طوعياً الشرطة وكان على الشرطة مساعدتها والأخذ بيدها طالما وأنها جاءت إليهم شاكية وأن ينظروا إليها كضحية وليس كمتهمة بغض النظر عما فات.
على العموم أن السجن هو تطهير لها من أعمالها السابقة وحتى تبدأ صفحة جديدة وتأخذ مما حدث لها عبرة وأن تتعلم أن رفيقات السوء لا يجلبن إلا الخراب للبيوت، وأن الزوج الذي مثل زوجها لا يمكن أن يعتمد عليه وياما في السجن مظاليم.