شكري عبدالغني الزعيتري
بعد أن نجحت الدول الأوروبية في الوصول بالأمة العربية من المرحلة الأولي تجزئة الهوية الإسلامية إلى المرحلة الثانية التجزئة القومية وتفكيك التعاضد العربي مع الأمة الإسلامية بإيجاد روح وفكر القومية العربية الواحدة والتي سيطرت على عقول ورغبات القيادات العربية وشعوبها وتم تأجيجها في صدور الشعوب العربية وأصبحت هدفا لها ومطلباً تقوم علي أساس اللغة ووحدة الأرض. . وعلى أساس المطالبة بهوية قومية عربية. . ومن ثم خداع العرب وقادتهم بان جزئت القومية العربية والأرض العربية إلى أوطان باتفاقية سايكس بيكو. . . وبعد أن نجحت الدول الأوروبية أيضا في تنفيذ المرحلة الثالثة من مسلسل مخطط التجزئة بتقسيم الأرض العربية إلى أجزاء مقطعة. . . وقيام أعداء الأمة العربية بتنفيذ حقبة الاستعمار من مسلسل المخطط والذي من خلاله تم التمزيق للأرض العربية واستعمر الوطن العربي وتقاسمت الدول الأوربية المستعمرة ارض الوطن العربي الواحد. . فاغتصبت واحتلت فرنسا الجزائر عام1830م/1246ه وتونس عام1881م/1300ه والمغرب عام1912م/1331ه واغتصاب واحتلال بريطانيا لمصر عام 1882م/1301ه وعدن عام 1839م/1255ه واغتصاب واحتلال ايطاليا لطرابلس عام 1912م/1331ه. . . . . الخ واقترن بذلك كله محاولات صبغ المجتمعات الإسلامية بالصبغة الغربية غير الإسلامية ومحاولات رد الناس إلى الكفر عن طريق حملات التنصير والتبشير وعن طريق نشر الأفكار الالحاديه وتحت ستار الخدمة التعليمية والطبية والمعونات المالية إذ رأى المتآمرون اليهود وأبناء أوروبا أن عقيدة الإيمان بالله في قلوب المسلمين تشكل الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات الطامعين في العالم الإسلامي. ولذلك اقترن الاستعمار بغزو فكري وثقافي وأخلاقي يعمل على تقويض الإيمان بالله في قلوب المسلمين وبعد ان استوطن الاستعمار على الأرض العربية وعلي شعوبها بدخولهم حقبة زمنية استعمارية جديدة. . . و بعد أن أدركت قيادات الشعوب العربية الكذبة. . وبأنها خدعت. . حيث قد وضعت الدول الأوروبية أقدامها علي الأرض العربية واستعمرتها. . ووضعت أيديها علي مقدرات وخيرات الأمة العربية وأراضيها ونهبتها. . وبعد أن ردح العرب زمنا يحكمه الاستعمار الأوروبي الغاصب. . . نشأ الوعي الاستقلالي لدي قيادات عربية و شعوبها وظهرت المطالبة كلا في جزء من أجزاء الأرض العربية المقسمة باستقلال بلدانهم. . ومن ثم تطورت المطالبات إلي الدعوة لتحرير الأرض من خلال ثورات الشعوب العربية المسلحة كلا في بلده الجزء المجزأ ضد الاستعمار. . فنشأت الكثير من الصراعات والحروب بين الدول الاستعمارية الأوروبية وحكوماتها وبين الشعوب العربية وقادتها ومطالبتهم بالاستقلال. . . وحين تزايدت المطالبات بالاستقلال والمناهضة للاستعمار وسالت انهار من الدماء العربية في معظم أجزاء الأرض العربية المقسمة وتزايد الكفاح المسلح وضد الاستعمار. . بدأت الدول الأوروبية والصهيونية اليهودية تخطط علي أن يتم خروجهم من الأرض العربية (جسما) مع بقائهم مهيمنين علي السياسة و الحكم والاقتصاد بداخل الأوطان العربية المجزأة. . ورأوا بأن هذا لن يكون إلا بترك الأرض العربية وشعوبها مقسمة إلى دويلات وأوطان مجزأة كلا يستقل بأرضة وجنسيته التي تحمل مسمي وطني مجزأ. . وأيضا ترك بؤر افتتان وصراع فيما بين الأوطان العربية وشعوبها المجزأة ودويلاتها. . فعمدت إلى إنشاء الحدود الجغرافية السياسية ( نظريا) علي خارطة الأرض العربية الواحدة دون أن ترسم هذه الحدود الجغرافية على ارض الواقع لتظل بؤر صراعات دائمة بين الأوطان العربية وشعوبها المجزأة. . ولتمرير مخططاتها كان لابد أن تجد وتجتهد بحثا عن قيادات عربية تسلم لهم حكم بلدانهم وشعوبهم العربية وتمنحهم الاستقلال وبحيث يتم جلاء الاستعمار من البلدان العربية المستعمرة. . وبعدها يقود كل حاكم تدعم تنصيبه الدول الاستعمارية ليكون حاكما لوطنه وشعبه المجزأ وبعد أن تكون الدول الأوروبية الاستعمارية قد دعمته وحرصت الدول الاستعمارية علي أن يتم اختيار من هم يدينون لها بالولاء وتغرس في نفوسهم العرفان والجميل أن أوصلتهم إلي الحكم كلا لحكم بلده وشعبه والذي بدوره يحفظ للدول الاستعمارية بقاء الهيمنة علي السياسة و الحكم والاقتصاد بداخل الأوطان العربية المجزأة وبعد جلاء الاستعمار ومن خلال تلك القيادات وأنظمتها الحاكمة كلا في بلده الوطن المجزأ والتي أسهمت الدول الاستعمارية في تشكيل نظمها السياسية والاقتصادية. . إلا انه ظهر في بعض الأوطان العربية قيادات لم ترضي أن تسير وفق ما خططت له الدول الاستعمارية بعد خروجها ومنح الاستقلال لتلك الأوطان وتصميم تلك القيادات العربية الوطنية الثورية على الاستقلال الكامل في السياسة و الحكم والاقتصاد فذهبت الدول الاستعمارية بافتعال الانقلابات العسكرية والثورة علي تلك القيادات العربية الوطنية ودعم قيادات عربية جديدة تدين لها بالولاء وساهمت الدول الاستعمارية بأن أوصلت قيادات عربية جديدة إلي الحكم في بلدانها. . . ومن لم تكن سبيلا لإيصالهم إلي الحكم في بلدانهم العربية المجزأة مارست ضدهم كافة الضغوط السياسية والاقتصادية. . لإجبارهم علي أن يسيروا وينصاعوا تحت الهيمنة الاستعمارية المخططة ومن خلال بعض أولئك (القادة العرب ) ممن كانوا يدينون للدول الاستعمارية بالولاء. . . تم تعميق تجزئة الأرض العربية على أساس وتحت مسميات وطنية مجزأة وجنسيات وطنية تنسب لذات اسم البلد العربي المجزأ وتسمى بها الأرض والشعب وتكونت بما هو عليه حاليا من تجزئة للأرض العربية وشعوبها إذ تكونت ما سمي (بالجنسية والدولة السورية و الجنسية والدولة العراقية والجنسية والدولة اليمنية و الجنسية والدولة السعودية و الجنسية والدولة الكويتية و الجنسية والدولة الإماراتية و الجنسية والدولة البحرينية و الجنسية والدولة المغربية و الجنسية والدولة التونسية و الجنسية والدولة الجزائرية و الجنسية والدولة الليبية و الجنسية والدولة السودانية. . . . الخ ) وهذا تكونت الأوطان العربية المجزأة أرضا وشعبا وبجنسيات متعصبة كلا تجاه الأخرى وكلا لذاتها ومستمرة حتى اليوم. . . فتحقق لأعداء الأمة العربية ما أرادت وخططت له بعد الاستعمار وبعد منح الاستقلال للأوطان العربية وبما تسمي اليوم (الدول العربية) ذات الحدود الجغرافية. . وكلا لها حاكمها وحكومتها ونظمها السياسية والاقتصادية والثقافية. . . وكلا لها اسمها الخاص ولها حدودها الجغرافية التي تفصلها عن أشقائها العرب وكلا لها جنسيتها. . . . إذ أصبح اليوم يسمي العرب بعضهم بعضا بالجيران العرب علي مستوي السياسة والحكم. . (تابع الحلقة السابعة بالعدد القادم غدا بعنوان ((محاولا تجزئة الهوية الوطنية و التفتيت الداخلي للدول العربية إلي كيانات صغيرة وضعيفة ويخطط له حاضراً و مستقبلاً))
نستقبل آراء القراء للكاتب على البريد الالكترونيShukri_alzoatree @yahoo. com