عبدالباسط الشميري
التبعية والارتهان سمة بل ديدن البعض في منطقتنا العربية، لذلك لم تخلو فترة من فترات التاريخ العربي وطيلة عقود إن لم تكن قرون إلا وسجلت لنا الأيام والأحداث مشاهد لشخصيات عربية ظلت مرتهنة لهذا الطرف أو ذاك تصلي للشرق أو للغرب أو لكليهما معاً.
وهناك من قدم خدماته للآخر بالمجان وآخر بالمال وثالث بالجنس "اللحم الأبيض" ورابع بالوراثة أو السليقة بحكم الدم والقرابة وصلة الرحم أو كما يقال العرق دساس فلا تخلو مرحلة من مراحل التاريخ أو الدويلات العربية والإسلامية إلا وكشفت لنا عن بعض الأسماء التي كانت تعمل لمصالح القوى الدولية إما للفرس أو للروم هذا في العصر القديم "أي قبل ظهور الإسلام"، أما بعد ذلك فكانت الدولة الرومانية ومن خلال قياداتها المتعاقبة لا تألوا جهداً في سبيل دس وزرع العيون والجواسيس في الأرض الإسلامية خاصة بعد سقوط القطب الدولي الآخر دولة فارس بأيدي المسلمين ثم دانت بالإسلام وبين كل فترة وأخرى كانت الأحداث تسجل حادثة هنا وأخرى هناك لعميل محلي يعمل للدولة البيزنطية من أبناء المجتمع الإسلامي أو من غيره ولأن زمن العملاء والجواسيس ولى وغدت وسائل التجسس والمراقبة متطورة ولا تعتمد مثل تلك الطرق البدائية فاليوم العالم مختلف والكرة الأرضية أصبحت قرية واحدة ولم تعد الدول بحاجة لجمع معلومات أو إنشاء نقاط مراقبة ورصد أو خلاف ذلك فالأرض والسماء والبحار صارت مفتوحة ولكل من هب ودب فلا قدسية ولا احترام لاستقلال وحرية الشعوب إلا في ما ندر، بل لقد غدت العلاقات الدبلوماسية بين الدول وبحسب بعض العاملين في هذا المجال إحدى وسائل الرصد وجمع المعلومات ونرى كيف يكون حال هذا البلد أو ذاك في حال حصل عدم وفاق بين أقطاب العمل السياسي في البلد كما هي عليه لبنان، كيف يتهافت سفراء الدول العربية والأجنبية في بيروت اجتماعات تلو اجتماعات ومشاورات ولقاءات هي تدخل في صلب العملية الديمقراطية باعتبار أن لبنان بلد ديمقراطي من الدرجة الأولى في الشرق الأوسط لكن تعدد وتشعب المسارات التي تحاول النأي بالساسة في هذا البلد الشقيق باتجاه التجاذبات المتعددة بخلاف بعض الدول الأخرى التي يكون مستوى الاهتمام الدولي والإقليمي بها أقل مما هي عليه الساحة اللبنانية ذهبت بالفرقاء بعيداً عن المصلحة الوطنية للبلد فغدت الأجندات المفروضة من الغرب أو من الشرق أو من دول الجوار ثم الأبعد فالأبعد وصولاً إلى فرض أجندات غريبة لا علاقة لها بمصالح لبنان، ولأن حالنا مختلف في هذا البلد عن لبنان ووجه الشبه أزعم أنه يتمثل ربما في بعض الأصوات التي لديها مصالح تجارة "بزنس" وتبادل مصالح من جهات كانت على علاقة وطيدة بالداخل اليمني قديماً قبل قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في ستينات القرن الماضي وما بعد هذا التاريخ، فكما هو معروف لا يمكن أن يرحل الاستعمار من أي بلد يحتله إلا بعد أن يكون قد أسس لشبكات متعددة الاتجاهات تقوم بتقديم خدمات بمقابل وقد برزت إشكاليات عدة لبلادنا بسبب وجود بعض العناصر التي تعمل لأطراف أخرى قريبة أو بعيدة استطاعت الأنظمة الشمولية التي حكمت الشطرين سابقاً فضح وكشف عدد من المخططات والشبكات العميلة لهذا الطرف أو ذاك والفضل في فضح وكشف أوكار تلك العصابات والعناصر كانت لله أولاً وثانياً وبصريح العبارة للقبضة الأمنية الحديدية للنظامين الشموليين آنذاك، واليوم وبعد هذا الشوط الكبير الذي قطعته بلادنا في خوض غمار الديمقراطية والعمل السياسي الحزبي وغير الحزبي هل يفترض بنا أن ندعو لعودة القمع وفرض الأمن والسلم الاجتماعي وبقوة وبقبضة حديدية كي نصون الأمن والسلم الاجتماعي نحافظ على أمننا واستقرارنا الإجابة بكل تأكيد هذا ليس حلاً.
أذن فما هو الحل؟
هذا ما يفترض أن يجيب عليه الجميع حكومة، أحزاب، منظمات مجتمع مدني، فعاليات ونخب مثقفة ويجب أن يقولوا وبصريح العبارة ما هو الحل؟ والله الموفق.<
abast 66 @ maktoob.com