محمد أمين الداهية
إن من أصعب الأشياء التي يمكن أن يتحملها الإنسان الوطني الغيور وجود من يدعون الوطنية وحب الوطن والنضال والكفاح من أجل مصلحة الوطن وأبنائه وهم في الوقت نفسه يبتعدون وينسلخون عن ما يخدم الوطن والمواطنين، إن من يمتلك روح الوطنية يمتلك روح المغامرة والخوض والمشاركة في أي شيء يمكن عبره أن يصل إلى ما يمكنه من خدمة الوطن والشعب، فأنا أعتبر في قرارة نفسي أن من يحاول الابتعاد والتهرب عما يخدم الوطن وأبنائه وهو في الوقت نفسه يثق بأنه إذا خاض منافسة ما فإنه سينجح، وباجتياح لأن الناس دائماً ينتظرون أي فرصة أو مناسبة يستطيعون من خلالها وضع الرجل المناسب في منصب يستطيع من خلاله حل مشاكلهم وإصلاح ما يمكن إصلاحه من أوضاعهم بشكل عام، فإذا صدم الناس ووجدوا أن من كانوا يراهنون عليهم قد تخلوا عنهم ورفضوا أن يتيحوا الفرصة لمن كانوا ينتظرون المناسبة التي تؤهلهم لاختيار رجل عنده القدرة والكفاءة على أنه يحسن من أوضاع من أعطوه ثقتهم، وهذا ملاحظ في المقاطعة التي يعلنها أحزاب المشترك، فالكثير والكثير جداً مستاؤن لهذا التصرف الذي يرون فيه تخلي عن المسؤولية ولامبالاة بل وهروب من المواجهة لماذا هذا التخلي عن المسؤولية وإعلان المقاطعة؟ هل هذا الشعب لا يستحق أن يشارك من أجله المشترك ويخوض الانتخابات بسبب الانتكاسات السابقة وتفوق الحزب الحاكم؟ وهم بعد تلك النتائج قطعوا على أنفسهم عهداً أن يلقنوا هذا الشعب درساً وأن يجعلوه حائراً لا يجد من يمثله؟ أن مقاطعتهم تعود إلى ما يتوقعونه من نتائج سلبية لا تؤهلهم للفوز في الانتخابات القادمة وبسبب ذلك يقولون التزوير؟ المضمون والغير مضمون التلاعب وإلى غير ذلك من الأشياء التي يرونها أسباباً لعدم مشاركتهم في الانتخابات القادمة؟ ومن الغريب إذا كان ذلك صحيحاً حسب قول بعض المواطنين بأن اللقاء المشترك يريد أن يلقن المواطنين درساً بسبب تخليهم عنه في الانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية السابقة لا أظن ذلك ولكن ما هو متطلب ومن ينادي بمصلحة الوطن والمواطنين ويريد أن يدعو له فسيتقدم للترشيح في الانتخابات النيابية، وإن كان عنده الثقة الكاملة بأبناء دائرته وأنهم لن يختاروا إلا من يرون مصلحة دائرتهم بقيادته فلن يتأخر عن إعلان نفسه مرشحاً لدائرته لأنه يرى فيهم الصدق والوفاء والإخلاص لدائرتهم، أما إذا وجدت المغالطة وتمت فهذا يعني أن المشترك ليس لديهم أدنى ثقة بأبناء دوائرهم فيا ليت المشترك يقدر أبناء هذا الوطن ويحترم إرادتهم فأبناء هذا الوطن أصحاب نخوة وكرامة ولن يعطوا ثقتهم إلا لمن يرونه جديراً بالثقة التي سوف يمنحونه إياها الانتخابات النيابية القادمة. <
