عدنان الجعفري
دائماً أقرأ للكاتبة كروان الشرجبي كتابات ساخنة تدقدق عظام الرجال وتنهار كرامتهم، وكان الحياة والولاء والمسؤولية للنساء فقط دون أن تراعي شعور إخوانها الرجال، فقد تتحدث عن أشياء واقعية تحدث لشخص .. لشخصين لعشرة فقط ولا تتواجد ببقية الناس، وهناك رجال يؤدون واجباتهم بما يرضي الله ورسوله، فالرجال والنساء هم صنف واحد، ولكن أساليبهم تختلف من واحد لآخر، فتجربة معايشتنا للحياة تنظر لبعض الأسر والتي قد تجد تفكك أسرهم بعد الزواج بسبب أعمال الزوج، وأخرى تتفكك من قبل الزوجة، وهذه هي سنة الحياة وطبيعتها، وكل ما يحدث بين الأسر من مشاجرات وغير ذلك بعد الزواج هو بسبب عدم التفهم من قبل طرف واحد فقط.
أختي العزيزة كروان، نحن ككتاب وقراء نحب كتاباتك ونطلع علىها من خلال عمودك "فواصل قلم"، إلا أننا نختلف معك في بعض آرائك التي تستهدف حرية الرجل وشموخه، فالرجل له الحرية المطلقة يذهب حيث يشاء دون أي استنكار، فالمرأة لا تستطيع لها الخروج من باب منزل زوجها إلا بمحرم وخصوصاً في الأسواق التي يتكاثر بها الرجال الذين يتواجدون من كل حدب وصوب، لأن للرجال طبائع نفسية مختلفة، فأحياناً يقدر خروج المرأة للسوق، وأحيانأً يستنكرها، ويضع علىها علامات الانتقادات.
فأنت تعلمين ما تتعرض له بعض النساء في الأسواق من مضايقات من قبل فاقدي الضمير والمبدأ الإنساني، فهذه المرأة لو خرجت مع محرم سوف تتجنب كل ما يحدث لها، وبالنسبة لكتاباتك التي تستهدفين بها الرجال، وتضعين كل ما هو موجود في المجتمع على عاتقه لماذا لم تكتبي عن تقصير النساء في منازلهن وبما يقمن به من عصيان للأزواج وعدم المبالاة لشعوره والتقصير في واجباتها؟ لماذا الرجل تزوج المرأة هل لخروجها للأسواق أو تزوجها لراحته والتخفيف عن عناء حياته وإكمالاً لدينه؟ هل تدركين بأن بعض النساء تفضل الجلوس مع زميلاتها أو جارتها ويبقى زوجها وحيداً فقي منزله؟ لماذا لم تكتبي ذلك وتضعي اللوم علىهن؟ أريدك أن تكتبي عن كل ما يحدث في المجتمع اليمني سواءً من الرجل أو المرأة، ولكونك امرأة عاصرت الحياة الزوجية ولعلمك ببعض صديقاتك لديك معرفة تامة بالحياة الزوجية والمسببات التي تؤدي إلى تفكيك بعض الأسر، وقدمي النصائح إليهن، وترشيدهم بما يصلح أسر مترابطة ومتحابين بينهم البين، ونحن على ثقة بك، واهتمامك بالأسر في المجتمع اليمني، والذي يليق بك نظراً لحياتك العلمية التي استفهمتيها في الماضي من طالبة حتى أصبحت معلمة، ومن عازبة حتى صرت ربة بيت.
فموضوع يوم أمس والذي تريدين من خلاله معرفة ماذا تصنع المرأة لو لم تجد سعادتها لدى الرجل؟ ماذا تصنع والمدون على نهاية مقالك؟ نقول لك إن المرأة لها نصيب في الحياة من العطف والحنان، لا أحد ينكره، لكن الرجل عندما يتقدم لخطبة الفتاة الأمر بموافقته غير مرتبط بالأب أو بالأم، وإنما مربوط بالفتاة نفسها، إن شاءت هذا الرجل كانت الموافقة وإن رفضته على الأب والأم أن يرفضوه، ولا يوجد شيء اسمه إجباري أن تتزوج الرجل الغير راغبة فيه، فالشرع حلل اقتران الفتاة بمن تحب، واكره بمن تكره، وليس العكس، ونحن نعيش بدولة إسلامية تعمل وفق الشرائع السماوية، وإذا حدث للفتاة بعد زواجها كما وصفت فهذا يعود إلى أفراد أسرتها إن طلبت بنفسها، أو علىها الاحتساب لقضاء الله وقدره، وتعايش الحياة على قدر أمورها، فمثلها كمثل الرجل حين لا يلقى الراحة والعطف من الزوجة ويعاني من مضايقات فيصطدم بمشاكل مع زوجته، ولم تتوفر لديه إمكانيات مادية لكي يتزوج امرأة أخرى، فمثلها مثل هذا الرجل.<
