عبدالباسط الشميري
البلدان النامية بلا شك تعاني من العديد من الإشكاليات التي تعترض سبيل التنمية، واعتقد إننا نجهل كل تلك الصور التي تنقلها لنا الفضائيات صباحاً ومساءً، لكن ما ينبغي أن تفهمه الحكومات والفعاليات النخبوية من حزبية ورسمية إن الشعوب لم تعد قاصرة بل لقد تعددت وسائل الرصد والمتابعة وصولاً إلى تدقيق وتمحيص الغث من السمين والصح من الخطأ ونحن هنا لا نريد أن نتهم أحد بمحاولة تجهيل أو استغفال الناس لكن الواقع والشواهد تؤكد بأن وعي الناس قد تطور سواء المواطن في الريف أو الحضر ولهذا وكون الحديث سوف ينصب على الحالة أو الواقع الذي نعيشه خاصة وقد سبق أن طرحنا مثل هذا لكن يبدو إن البعض يفهم ما يطرح وبصورة مغايرة فما يحدث اليوم في بكين أو في واشنطن نراه وبلمح البصر في اليمن والخليج بل في كل أنحاء العالم ولم تعد تنطلي على أحد أية معلومات أو أخبار مغلوطة وهذا طبعاً بفضل الله ثم بفضل تطور وسائل الاتصال والإعلام ولأن القاطن في قمة جبل في أقصى قرية في بلادنا بمقدوره أن يتابع ويرصد ما يدور في بلاده أو خارج بلاده مثله مثل الذي يسكن صنعاء أو تعز أو عدن أو أية مدينة يمنية لذا نقول أجمع الناس على السلطة المحلية، لماذا ينتخب الناس من يمثلهم في المجلس النيابي؟ لماذا نطالب بين كل فينة وأخرى بتعزيز السلطة المحلية؟ ألم يكن هذا كله تعزيزاً للمواطن وإيماناً من القيادة السياسية بأحقية هذا المواطن التمتع بخيرات البلد وحتى لا يشتكي أناس هنا أو أناس هناك من عدم وصول الخدمات إليهم ويطالبون بالمساواة وأية مساواة هذه التي يتحدث عنها البعض إذا كنت أنا في صنعاء في العاصمة لا أحصل على مياه نقية مثل أخي القابع في جبل ميراب في أقصى أقاصي محافظة تعز لكن بالمقابل لا ينبغي أن استغفل أخي وأقول بأنه يشرب الماء النقي بينما أنا في العاصمة لا أجد الماء النقي بينما غالبية الخدمات الاجتماعية متوفرة لي "وبالهبل" بينما ينقص أخي هناك الطريق الأفضل والصحة والتعليم ووإلخ!
فهذا بالفعل ليس عدلاً، بل حتى الحكومة سوف ترتاح من عناء الطلبات المتكررة للمشاريع الخدمية في المدن الرئيسية إن هي اهتمت بالريف نعم إذا وجد الطبيب والمركز الصحي والمدرسة وتوفر المدرس والكتاب وإلخ فما الذي سيرفع هذا المواطن ليترك أرضه ومنزله ويسكن المدينة هي نقاط نطرحها في إطار الوعي والوقت والمساحة المعقولة فهل نفهم كيف نقوم بأداء أدوارنا الاجتماعية الوطنية وفي الحدود المعقولة أم أننا نجهل ذلك؟!.<
abast 66 @ maktoob.com