كروان عبد الهادي الشرجبي
الكذب ثوب أسود لا يحبه أحد، لكننا نلبسه حتى وإن ادعينا كرهنا له، فأحياناً نلبسه عملاً وأحياناً نلبسه بحسن نية، ولكن النية لا تحول اللون الأسود إلى أبيض، فالكذب مثل كل شيء له مواسم، له موسم بين الأصدقاء وموسم بين الجيران والأقارب، ولكن أكثر مواسمه بين الأزواج، نتيجة لوجود خلل بين الأزواج لأن الأزواج بشكل عام بارعون في الكذب لأنه إذا ما سئل أين كنت؟ فإنه يستطيع أن يؤلف قصة يصدقها الحجر وليس البشر، ولكن تعتقد عزيزي القارئ أن المرأة تصدق تلك الأكاذيب، طبعاً لا لأن المرأة لديها رادار أنثوي خطير يعمل على تنبيهها أن هناك خلل ما في تصرفات زوجها لأن الرجل في أغلب الأحيان لا بد له من زلات في حياته سواء كانت شرعية بزواجه من أخرى أو غير شرعية، فعندما تشعر المرأة بوجود تلك التغيرات تبدأ بأسئلتها أين كنت؟ إلى أين أنت ذاهب؟ لماذا تأخرت؟ وهذا يجعل الزوج يعاند لأنه لا يحب الملاحقة! وكذلك الشجار والصراخ يحدث فجوة كبيرة وقد ينتهي بالطلاق.
هذا لا يعني أننا نشجع الرجل على الخيانة والكذب لكنه ننبه المرأة أنه قد يحدث ذلك فالرجال طبائعهم مختلفة ولكن في حالة عرفت وشعر رادارك أن زوجك يخونك مع أخرى تعاملي مع المشكلة بالشكل الصحيح، أنا على يقين تام أن الأمر ليس سهلاً ولكنه فعلاً الحل المثالي وعليك تنفيذه على الرغم من قساوته، فيجب أن تتحملي ولا تسأليه عن أي شيء حتى وأن تيقنت من علاقته بأخرى؛ لأنه في هذه الحالة مهما ابتعد سوف يرجع لصبرك عليه، وتسامحك لزلاته، وهذا جعلني أتذكر قصة تؤكد كلامي هذا حين سئل رجل عن من يحب؟ فأجاب على الفور "زوجتي" وهنا سأله المذيع بدهشة زوجتك؟ أجاب نعم لأنها عظيمة وما هو العظيم فيها؟ قال كانت تعلم بكل زلاتي وأخطائي ومع ذلك لم تعاتبني يوماً، ولم تراجعني فكنت دائماً أعود لها نادماً منكسراً وكانت تكتفي بنظرة لوم تجعلني أكره نفسي وأشعر أني لا أستأهلها.
وختاماً لما بدأته أن الرجل يكذب لأنه لا يريد أن يخسر من يحب، ولكنه في النهاية كذب أسود اللون حبله قصير والحب معه أقصر.<