شكري عبدالغني الزعيتري
لقد فاق الجشع ذروته. . وتركت القيم جانبا. . وانحلت مبادئ الأخلاق. . فأضحت الأمور تأخذ على مقلوبها إذ أصبح صحة الأعمال الرذائل وقبائح الأفعال لدى كثير من الناس في هذه الأيام فنخص بذلك كثيرا من تجار يلهثون اليوم وراء الكسب السريع والكثير للمال وبصرف النظر إن كان مشروعا (حلال) أو غير مشروعا ( حراما ) والاهم لديهم جمع المال وبناء العقار والتسابق في ذلك وقد طغت هذه الأهداف لدي الكثير منهم وسري علي بائعي غذاء وأقوات الناس ومعيشتهم من الحاجات. . حتى وصل إلى ما هو ضروري جدا للعيش كالحبوب من (قمح وسكرا وغيرها. . ) إذ كثيرا منا من اشتري علي سبيل المثال شوال سكر أو قمحا عبوة الخمسين كيلوجرام. . فذهب لوزنها ووجدها تنقص من عدد الكيلوات وليس وزنها خمسون كما قيل له واشتراها. . كما أن الغش ليس واردا في الوزن وحسب بل يشمل النوعية. . . وعلي سبيل مثال آخر: شراء الخضار أو الفواكه تشتريها وأنت مطمئن على أن الغش لن يكون واردا فيها باعتقادك لا مجال ولا إمكانية للغش فيها. . صحيح شيئا ما إن انتبهت عند الشراء وحذرت. . إذ أن الغش واردا في النوعية وبمهارة عالية لدي البائع الغشاش إذ يدس لك ما هو ردي وخرب بين خبايا ما هو سليم لما اشتريته. . ولا تكتشفه إلى زوجتك عن الطبخ والإعداد فتخبرك. . وما ذلك إلا لمهارة البائعين في الغش والاحتيال. . وكثير ما وصل هذا الغش وبخصوصية لدى الجزارين بائعي اللحوم إذ مهارة غالبيتهم أكثر إذ تجد كثيرين منهم إن ذهبت لشراء كيلو من اللحم فانه يغشك ويحتال عليك من جانبين الأول من جانب الوزن إذ أن الميزان لدية مغشوش فكفة وزن احدها أثقل من الكفة الاخري لان الميزان يدوي وليس الكتروني. . أو يقوم برمي حجر معايرة صغير في كفة الميزان لصالحة بين الكيلوات اللحمة لتفوق على الوزنيه الاخري لكفت الوزن المطلوب كميته وهنا يكسب الجزار. . . ويأتي الغش الثاني والاحتيال في الجانب الآخر إذ تراه يدس لك من العظام والشحوم والكروش ضمن اللحم ويكسب وللمرة الثانية (طبعا ) الجزار. . . وحين تذهب باللحم فرحا إلي زوجتك لإعداده ولطبخة. . وتبدءا هي بتصفية اللحم فإذا بها تستخلص النصف عظما وشحما وكروش وامغال. . . والنصف الآخر من الكيلو (لحما). . بمعني آخر تجد نفسك في النهاية اشتريت نصف الكيلوجرام من اللحم بسعر مضاعف (100%) وهنا حدث لك غلاء وارتفاع أسعار غير منظور وغير محسوب حسابه (غلاء أسعار باطني خفي ). . إذن غش واحتيال وغلاء أسعار باطن و متعمد من قبل الوزان (سبحان الله). . لم نقتنع. . ولم نرضي. . ولم نستطيع علي مواجهة غلاء وارتفاع الأسعار الظاهرة والمعلن عنها راسميا للمواد الغذائية. . وتأتينا. . ويتم تكتعيفنا برفع أسعار وغلاء للمواد الغذائية (باطني بالغش والاحتيال ). . فأين جهات الضبط والربط لهذه الموازين وأصحابها من قبل الجهات الرسمية المختصة (وزارة التموين والتجارة وفروعها ) بان تلزم هؤلاء البائعين باستخدام موازين الكترونية. . ؟ وأين أولئك التجار من قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابة القران الكريم إذ يقول الله تعالي : ((وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ )) (سورة الرحمن7 9) و يقول الله تعالي : ((وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ)) (سورة المطففين 1 4). . ؟ ألا يعلم هؤلاء التجار بان الله قد اهلك قوم النبي شعيب علية السلام بسبب احتيالهم وغشهم وإنقاصهم للموازين عند البيع للناس. . أفلا يعتبرون ويتعضون من شدة عقاب وتكرار تحذير الله سبحانه وتعالى من هذه الآثام والأوزار
Shukri_alzoatree @yahoo. com