محمد ناصر الحزمي
وسوست لي نفسي وأنا أتابع الشد والشد المضاد بين الحاكم والمعارضة، فقالت لي نفسي: الحل بيد الرئيس فهو المسؤول الأول عن الجميع أفراداً وجماعات وتيارات وأحزاباً لما يتمتع به من علاقات شخصية مع أقوى خصومه السياسيين، وكذلك بيده القدرة على إحداث ثورة سياسية يختم بها حياته السياسية ويبدأ الحل بالآتي:
أولاً: استقالة الرئيس من حزب المؤتمر ويعلن أنه رئيساً لجميع الأحزاب وأنه مظلة ومرجعية الجميع، وأظن أن كثيراً من الجماهير سيستحسنون هذا المقترح إلا من يعلم ألا حياة له إلا بالتطفل على الغير أو يشكك في قدراته الذاتية.
ثانياً: يظل الرئيس - علي عبدالله صالح فقط - رئيساً مدى الحياة، وذلك لما أحدثه من ثورة سياسية في ختام حياته السياسية كما ذكرت آنفاً.
ثالثاً: تتنافس الأحزاب تنافساً حراً ونزيهاً حسب برامجها وقدراتها الذاتية.
رابعاً: أن تكون الانتخابات على أساس القائمة النسبية، ولو ركزت على المدن الرئيسية أو الفئات ابتداءً، وأنا أركز على القائمة النسبية لأنها تعتمد على الدائرة الواحدة بحيث سينعكس ذلك إيجاباً على وضع البلاد بشكل عام من حيث:
1- ستكون البرامج هي محل التنافس بين الأحزاب وليس الشخصيات.
2- كل حزب سيضطر إلى اختيار كوادر مؤهلة وذات مهنية، وهذا ما ينقص البرلمان الحالي؛ لأن الانتخابات الحالية وفق القانون الحالي تجعل كل حزب يركز على الشخصية الجماهيرية بدلاً من الشخصية المهنية.
3- لن يخضع النائب لابتزاز ناخبيه بأن يتحول من مشرع ومراقب إلى خدمي، وهذا سيجعله أكثر قوة وصرامة في مراقبة الحكومة؛ لأنه لم يعد بحاجة الوزراء أو الوقوف أمام بواباتهم، فقد صار حراً مما سيجعل البرلمان أكثر تحرراً وفاعلية وقوة لمحاربة الفساد.
4- جميع التيارات وألوان الطيف السياسي سيمثل في البرلمان بقدر الأصوات التي سيحصل عليها كل طيف، وبهذا كل أصوات الشعب ممثلة في البرلمان.
5- الحزب الحاصل على الأغلبية هو من سيكلفه رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة، وهذه الحكومة مسؤولة أمام الرئيس والبرلمان "مثالاً على ذلك التجربة المغربية".
6- أي فشل لأي حزب حاكم سينعكس عليه وسيحاسبه الشعب على أساس برنامجه الذي لم يطبقه.
7- كل حزب سيضطر أن يحسن ويبدع ويتقن لأنه تيقن أن الاعتماد على القوة السلطوية أو قوة وإمكانيات الدولة لم يعد مطروحاً أو متاحاً.
خامساً: تجرى التعديلات الدستورية المؤدية إلى ما طرحناه بالتوافق بين كل الأطياف السياسية.
سادساً: أن يعلم الجميع ألا غنى لبعضنا عن الآخر والمسؤولية تكاملية.
والله الموفق، وإلى لقاء آخر إن شاء الله.
