كروان عبد الهادي الشرجبي
عندما نتحدث عن الأسرة وعن تكوين أسرة لا بد أن يكون الحديث عن الرجل والمرأة لأنهما الوحيدان المسؤولان عن ذلك، وكذلك عند التحدث عن التفكك الأسري والطلاق وإلى آخره من المشكلات الأسرية يكون الحديث فيها أيضاً عن المرأة والرجل، وبما أن أغلب الموضوعات التي يتم التطرق إليها في المساحة المخصصة لنا عبر جريدتنا الغراء هي مواضيع أسرية بحتة، لذا وجب علينا ذكر كل من الرجل والمرأة على السواء، وبما أن الرجل هو المسؤول الأول والرئيسي عن ضياع الأسرة أو حمايتها من أي شيء قد يكون سبباً في تشتتها أو ضياعها لذلك يكون دائماً هو محور كتاباتي.
لذا علينا أن نلقي نظرة على حقائق من واقع معاش ولتجعل من نفسك حكماً على نفسك! بعيداً عن الحساسية.
هل تستطيع أن تترك أولادك دون أي نفقة تذكر حتى وإن كنت قد انفصلت عن أمهم؟
طبعاً الإجابة هي "لا" ولكن الواقع غير ذلك لأنه ببساطة إذا قمت بجولة سريعة إلى محكمة الأحوال الشخصية خصوصاً أيام قرب الأعياد ومع بداية الموسم الدراسي ستجد القضايا المطروحة للنظر السريع هي قضايا نفقة، فهل تحتمل أن يأتي عيد دون أن يكون لأولادك فيه ثوباً جديداً؟ ولكن ذلك يحدث.
هل سمعت يوماً عن امرأة طلقت زوجها ورمته إلى الشارع هو وأولاده حتى تتزوج بآخر؟
طبعاً ذلك لا يحدث إلا في الخيال بالنسبة للمرأة ولكن الرجل هو من يقوم بذلك.
وهل عرفت يوماً امرأة تغادر أو تهجر بيتها وأولادها ولا يستدل على عنوان لها؟
وهل سمعت يوماً عن امرأة يكون تعاملها مع زوجها بالضرب والشتائم؟
طبعاً الإجابات كلها "لا" وأنا على يقين تام أن هذه الأفعال قد يستنكرها بعض الرجال ويعتبرونها أعمالاً همجية لا تصدر إلا من أشخاص عديمي الإحساس ومع ذلك فهي تحدث.
فنحن عندنا نتطرق إلى أي موضوع يخص الأسرة يكون محور حديثنا عن صنف من الرجال وليس كل الرجال .. ارجوا ألا يتحسس أحد من مقالي هذا ولا يعتبره تحاملاً على الرجال.