نبيل مصطفى الدفعي
لو كنت مسؤولاً في عدن!
لو كنت رئيساً لمصلحة أو مؤسسة حكومية لبذلت قصارى جهدي للتفرغ للعمل والبحث عن مختلف الوسائل لتطوير هذه المؤسسة والاستفادة من مختلف الامكانيات المتاحة سعياً وراء تحقيق وظيفتها الأساسية للإسهام في خدمة المجتمع وتنميته، وسأبتعد عن القضايا الخارجة عن مهام عملي الأساسي الذي كلفتني وشرفتني به قيادتي السياسية، وسأحد من زيارة أبناء قبائل محافظتي الذين يشغلوني بقضايا تخص الجهات المعنية بشؤون القبائل لأتمكن من استقبال من هم المعنيين بقضايا وعمل المؤسسة وإشراك مختلف الجهات والدوائر المختصة بالمؤسسة في صنع القرار لتكون المسؤولية مشتركة لأكون نموذج الإنسان المسؤول الذي يجب أن يقتدى به في المؤسسة وأنا أحسن من تصرفي وسلوكي خلال العمل وبعده وحدوياً وطنياً ليل نهار لا كمثل الذي يكون ملكياً في الليل وجمهورياً في النهار.
كيف يؤدون الثقة والأمانة!
في كل مرة يلتقون ويجتمع الشمل، ودائماً نعيش الحالة المتكررة وكأننا أمام مسرحية شاهدناها عشرات المرات.
في المرة الأولى كانت المسرحة مؤثرة فبكينا، وفي المرة الثانية كانت وطأة النقاش والانفعالات أخف، وهكذا حتى تحولت المسرحية مع الوقت من ملل مصحوب بالمأساة إلى كوميديا هادئة.
في كل مؤتمر أو حلقة نقاشية أو اجتماع أو لقاء أو مهرجان نقع على المشهد نفسه بعض باحثون وون ومختصون ومثقفون بل وكتاب وإعلاميون يحضرون وبعضهم قادمون من جهات مختلفة جميعهم يعانون أما من التخمة وأما من الجوع والبؤس العلمي والفكري خصوصاً والكتب ومركبات النقص على أنواعا ينفض أغلبهم عن أنفسهم الغبار يمسحون بقع التبلد والحزن والحيرة والرتابة يعالجون ما استطاعوا الصد الذي يسكن عقولهم ومفاصلهم، يخرج كل منهم من صندوق أثري الأوراق المخطوطة القديمة المخبأة بعناية التي سيقدمها وبسبب الخطاب نفسه مع قليل من التعديل الملائم للفعالية خطاباً ردده طوال حياته في حقائب متعددة يضعون العدة … أدوات النقاش والعبارات الجاهزة، يركبون وسيلة النقل مباشرة إلى المدينة المضيفة للفعالية.
هؤلاء هم بعض مختصينا وباحثينا ومثقفينا، هؤلاء من يعتقد البسطاء من الناس أنهم النخبة وهذا ما يقدمونه على طاولة المؤتمرات والندوات واللقاءات والاجتماعات فماذا سيقدمون للمجتمع؟ وماذا ينتظر من هؤلاء الوطن الذي وضع بين أيديهم الثقة والأمانة والله من وراء القصد.
* يقول سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام: "لا بورك في طلوع شمس ذلك اليوم الذي لا ازداد فيه علماً يقربني إلى الله تعالى".