عبدالباسط الشميري
غالبية سكان اليمن ينحدرون من الريف، من القرى والجبال والسهول والهضاب، وأظن أن أبناء اليمن ريفيون بالسليقة لهذا لا تكذب التقارير والدراسات التي تقول بأن أكثر من "70%" من سكان اليمن يتخذون من الجبال بيوتاً ومن الريف موطناً لا يمكن الاستغناء عنه، بل نجد اليمني ورغم ظروفه الاقتصادية الصعبة إلا أنه يتجشم وعلى الدوام ويكافح ليعود في إجازة هذا العيد أو ذاك إلى مسقط رأسه ليقضي أياماً قلائل تكون بمثابة فترة استجمام بعد عناء العمل والجهد الذي يقضيه في المدينة طوال العام أو العامين أو أكثر من ذلك أو أقل، من هذا المنطلق استغرب عدد من الزملاء أيضاً أزعم أنهم يشاطروني الرأي حكاية الحكومات اليمنية المتعاقبة منذ قيام الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م حتى اليوم في عدم الاهتمام بهذا الجزء الجميل من الوطن، وليس في هذا الحديث مناطقية أو قروية أوفئوية أو عشائرية أو جهوية أو أو إلخ لا سمح الله، لكن نقول إن الريف اليمني كان وحتى وقت قريب يمد السوق اليمني من الحبوب بما يزيد عن "40%" أما اليوم فلا نظن أن الانتاج المحلي من الحبوب يصل إلى 4%، وتحدث عن هذا الرقم أحد رجال الاقتصاد قبل فترة لكن ورغم هذا التراجع المخيف في إنتاج الحبوب محلياً لا ننسى أيضاً أن في كل منزل في الريف اليمني كان إلى جانب هذا يمتلك مجموعة كبيرة من الطيور كالدجاج بالإضافة إلى عدد لا بأس به من رؤوس الأغنام والماشية والأبقار وخلاف ذلك.
يا ترى بعد كل هذه السنوات والإهمال المتعمد من قبل الحكومة وأعضاء المجلسين النيابي والمحلي للريف بعدم إعطائه الأولوية في المشاريع على أقل تقدير الصحة، الكهرباء، التربية، المياه، ما الذي يتوقع هؤلاء من أبناء الريف غير العزوف و الرحيل إلى الحضر إلى المدن بحثاً عن المركز الصحي والمدرسة المتكاملة والطبيب الجيد لا الطبيب الصحي الذي بيوم وليلة ولظروف قاهرة يتحول إلى طبيب ماهر في ريفنا، نعم هذا ما يحصل بل وحتى المعلم في الريف ورغم أنه حاصل على بدل ريف ويمنح بدلات ومزايا أفضل بكثير من المعلم في المدينة ورغم هذا نجده يترك الفصل والطلاب ويركض خلف الزراعة إن كان له أرضاً ظناً منه أن ماتقدمه الدولة له من راتب هو من باب الحق المفروض عليها أو هو مقابل أن تعلم وتخرج من معهد المعلمين أو كلية التربية، والأغرب من هذا كله أن لدينا سلطة محلية مسؤوليتها المراقبة ورفع تقارير، وليتنا بلا سلطة كهذه تشترك أحياناً في الجرم مع هؤلاء المستهترين، نقول إننا بالفعل أمام معضلة حقيقية ينبغي ومن الآن فصاعداً أن تراعي الحكومة والبرلمان وكل الفعاليات هذا الجانب الذي تغافلنا عنه جميعاً وإن استمر الوضع فسنصحوا بعد حين على مدنية مغلقة كاذبة لا نقوى فيها حتى على توفير شربة ماء، والله المستعان!
abast 66 @ maktoob. com