كروان عبد الهادي الشرجبي
الرجل الشرقي عامة يحب امتلاك زوجته ولا يقبل أن تكون شخصية عامة لأنه سمح لها في البداية أن تعمل ثم لا يستطيع أن يحتمل الحياة معها، خصوصاً إذا كانت متفوقة في العمل، ويظل الرجل الشرقي مهما تقدم وتطور - يظل كما هو لا يغره شيئاً، فهو إذا سمح لها بالعمل فعليها أن تختار المجال المناسب مع التذكير دائماً أن البيت ومسؤوليات تربية الأبناء من أهم مسؤولياتها وأعمالها.
لماذا؟ لأن الزوج ببساطة يشعر بالغيرة، هذا وفقاً للدراسات أجريت على عدد من الرجال، هذا ما ذكرته مجلة اليقظة العدد "1979"، وكانت نتيجة هذه الدراسات أن الرجل يفضل أن تكون زوجته ربة منزل، على أن تكون عاملة؛ لأن الرجل يصعب عليه تفهم فكرة تفوق زوجته، وهو بطبعه الشرقي يحب أن تظل زوجته تحت ظله، ومنتمية إليه وحده لأنه غيور.
والغيرة هنا نوعان، أولهما الغيرة الصحيحة الإيجابية، وهي جزء من الطبيعة البشرية التي تدفع للبناء وإعادة التقييم والتصحيح والتحسين في حياة الإنسان، وهي غيرة مطلوبة في بناء المستقبل لأنها تعين الإنسان على بلوغ الأهداف وتشجعه على إحداث التغيير، وتساهم في كل تطوير جميل.
وهناك الغيرة العمياء الهادمة المَرضية التي ينطوي صاحبها على رغبة داخلية في تدمير إنجاز الآخر ولا تدفعه مطلقاً لبحث مسألة البناء على المستوى الشخصي.
إذا كانت الغيرة من النوع الأول فمرحباً بها حتى وإن بين الأزواج طالما ستدفع الطرف الآخر لتحسين وضعه في الحياة كي يوازي ويجاري الطرف الأكثر تفوقاً.
أما الغيرة العمياء مرفوضة لأن الطرف الأول سيحاول التقليل من شأن الطرف الناجح والتعدي عليه، وسيحاول تدمير كل ما حققه، وهناك دوافع نفسية وراء هذا التدمير.
على العموم هناك مجهود مبذول من الطرفين الأول يبذل مجهوداً في البناء والثاني يتعب نفسه في مجالات الهدم وأذى الآخرين.
ونحن هنا نقول: إذا كانت المرأة عاملة وقبل زوجها بذلك عليها بذكائها أن تشعر الرجل بأنها رغم النجاح الذي تحققه في العمل إلا أنها ما زالت تشعر بأنها أقل منه، وعموماً الزوجة دائماً تتمنى لزوجها النجاح لأنها تفخر بذلك؛ لأن نجاحه في العمل يعتبر نجاحاً لها هي أيضاً.