شكري عبدالغني الزعيتري
هي الأنثى التقية والمرأة المخلصة والأم المربية .. هي التي تنظر إلى الدنيا بعين متلألئة بنور الأيمان تقر في كل شيء معناه السماوي .. فتؤمن بأحزانها وأفراحها معاً .. وتعطي قبل أن تأخذ ولا تفكر فيما تعطي ولا تفكر بما ستأخذ مقابلا و تراها تأخذ بيد لتعطيه باليد الأخرى و لا تستبقي شيئا لنفسها ... ترع في أعمالها الإخلاص .. وتتقي خالقها في التعامل مع الزوج والأبناء ومن حولها من الناس .. تسمى امرأة ومعناها قداسه الطاهرة .. وتسمي الزوجة ومعناها القوة المسعرة .. وتسمي الأم ومعناها التكملة الإلهامية لصغارها... فمهما تبلغ المرأة من العلم فالرجل أعظم منها بأنه رجل (هذا ما يقوله أغلب الرجال أو كلهم من العرب ) ... ولكن أعمالها من الفضائل تقول هي أعظم (فعلا و حقا) لا قولا .. لأنها تلك المرأة التي خلقت لتكون للرجل مادة الفضيلة .. والصبر.. والأيمان.. فتكون له وحياً وعزاً .. و زيادة في السرور .. ونقصاً من آلا لام .. يقولون لن تكون المرأة في الحياة أعظم من الرجل .. وأقول إلا بشي واحد هو صفاتها التي تجعل رجلها أعظم منها .. فلا اتفاق بينها (كزوجة وأم ) وبين الأنانية .. ولا توافق بينها (كزوجة وأم ) وبين حب الذات لنفسها .. فهذا وذاك من الفردية متروكا جانبا لديها بداخل عشها الذي تسكنه وتملئه بالعاطفة ومع زوجها والأبناء.. وأمام زوجها وأبناءها تري نفسها ضعيفة وهي القوة الكامنة في الصبر.. والعمل .. والعطاء .. والفضيلة .. والتقوى .. وقيم الأخلاق .. وكل معاني الخير الذي تهبه لمن حولها.. وقوتها بقدرتها علي التأقلم في داخل عشها الزوجي ففي وجود وفرة الماديات تكون مدخرة .. وفي الشحة تكون الوفية الصابرة المحتسبة بالله .. فحين السراء وحين الضراء هي ذات المرأة الأصيلة والمعدن الذي لا يصدى (كالذهب ) .. وان لاقت لينا وسخا وخيرا من زوجها تقبلتة بفرحة .. وترده بحب جامح وعرفان .. وان لاقت قسوة وأذية وبخلا .. ذهبت إلي ربها في الخلوة مع نفسها تدعوا ربها راجيتا إصلاح وهداية عشيرها (أب) أبناءها.. وتراها الرحمة عند انكسار رجلها وضعفه وعجزة .. وتراها التسامح سباقة بالمغفرة والصفح عند الجفاء والخصام .. قوة كامنة وصلبه عند الشدائد بجانب زوجها . وحضن دافئ وحنون لابناءها عند المتاعب .. ألهمها الله سبحانه وتعالى أجزاء من صفاته الحسني من الرحمة .. والمغفرة .. والعفو .. أكثر مما الهم رجلها لتغمر بها زوجا وأبناء وعائلة ( جيلا بعد جيل) ولتعمر ارض الله تعالى الواسعة .. ولتكون الأرض موروثة للصالحين .. فهكذا تكون وهذه هي المرأة (الزوجة والأم الفاضلة )
Shukri_alzoatree @yahoo.com