محمد أمين الداهية
ماذا جرى لك أيها الوطن الحبيب؟ لم أعد أراك كما كنت، فقد كنت في سعادة جميلة، كانت أجواءك في غاية الروعة والجمال، لأن هواءك نقياً صافياً، غيومك كانت تبعث الأمل والنشوة في قلوب الناس، أما اليوم فقد أصبح الحزن ظاهراً فيك وأصبحت أجوائك كئيبة وهوائك لم يعد نقياً فقد لطخته أنفاس من يسعون إلى جلب الدمار إلى أرضك الغالية، عيومك وكأنها نذير شؤم لأحداث مقبلة، يا ترى ما الذي أزعجك وجعلك كئيباً حزيناً؟ أهم أولئك الذين يعملون على زرع الفرقة والشتات بين أبناءك؟ أم هم أولئك الأبرياء من أبناءك الذين يصعب عليك أن تراهم وقد وقعوا في مصيدة أعداءك الذين يعملون على إعدادهم وتجهيزهم حتى يأتي اليوم الذي فيه يكون أولئك الأبرياء الذين تم تضليلهم ضحايا بسبب طمع وجشع أسيادهم الذين يتغنون بالوطن وبحب الأوطان وهم في حقيقة الأمر لا يعملون إلا على نهشك، وكيف يصلون إلى ما يمكنهم من تدميرك واستنزاف خيراتك أيها الوطن الحبيب؟ إن من يسعون إلى تدميرك وزرع مفاهيم الحقد والكراهية بين أبناءك هم الأعداء الحقيقيون لك، حتى وإن تغنوا واعتلت أصواتهم بحبك ومن أجلك، وكل ذلك ما هو إلا طريق يستخدمونها للوصول إلى مآربهم، ولكن يا ترى من بيده أن يوقف أولئك الخونة عند حدهم؟ من بمقدوره أن ينهي استهتارهم بك وبأبنائك؟ أيمكن أن يكون أبناء الشعب هم من بمقدرتهم تخليصك من كل الأعداء والمتربصين الذين يطمحون للنيل منك ومن منجزاتك؟ أعتقد أن باستطاعتهم ذلك لأن كل المتربصين يعتمد نجاحهم على أبناء شعبك، فإذا كان أبناء شعبك آذاناً صاغية لأعدائك فهم من سيسهلون لأعدائك تدميرك وتحطيمك والنيل منك لأن نجاحهم مرهون بوعي شعبك، فيا ليت شعبك يعي مسؤوليته تجاهك ويميز بين من يريدون له الخير ومن يريدون النيل منه واستنزاف خيراته وثرواته يا ليت شعبك يعقل ويفكر في الأسباب التي أدت إلى ضياع دول عربية كانت آمنة مطمئنة، وبسبب الفرقة والشتات والحقد والكراهية التي زرعها الأعداء بين أبناء شعوبهم تحطمت بلدانهم وسفكت دماؤهم بأيديهم وأيد المحتل الغاشم، فقدوا كرامتهم وما زالوا إلى اليوم يعانون المآسي ويفتقرون إلى الأمن والاستقرار يتوقعون الأسر والقتل والمباغتة في أي لحظة، أصبحت حياتهم هماً وغماً قلقاً وكآبة، فيا ليت أبناءك يقفوا يداً واحدة ضد كل من يدعوا للفرقة والشتات، وغرس مفاهيم الحقد والكراهية، فالأجواء أصبحت كئيبة والأيام أصبحت وكأنها تنذرنا بكارثة ستحل علينا وعلى وطننا، وحتى اللحظة ما زال بإمكاننا معالجة الأمور وكل ذلك يعتمد على وعي أبنائك أيها الوطن العزيز.