علي راشد علبان
الطبخ المؤتمري الذي يتم في دهاليز مقراته بعيداً عن خيار الأغلبية مثله مثل طبخ الإصلاح الذي تحدثنا في العدد الفائت يوم الخميس واليوم نأخذ وجهة نظر عن الطبخ المؤتمري من خلال أمور واضحة وأخرى غير واضحة، فالمطبخ السياسي للمؤتمر الشعبي العام تكثر فيه أنواع البهارات التي في الغالب تسبب قرحة المعدة، ففي التكتيكات الداخلية للمؤتمر تجد أطروحات غير منسقة أو معدة، فالشللية تحتل الصدارة في اتخاذ القرار، والثقل الاجتماعي يأتي بعد الشللية عند اختيار مرشيحه أو حتى عند تعيين رؤساء فروع المؤتمر وإقصاء مثله مع من كان يمثلهم يتحولون إلى خلخلة صفوف المؤتمر، فمن كان يحسب المؤتمر أمه وأباه بعد مغادرته للفرع أصبح مع فريقه والمحسوبين عليه غير متفاعلين كما كان يعهدهم الشارع والذي عكس صورة لدى عامة الناس إن الأمور "مصالح شخصية" لا مؤتمر ولا برنامج ولا غيره وأمثال هؤلاء وغيرهم يشكلون صورة المصالح ومدى الاستفادة والربح والخسارة، إضافة إلى قواسم مشتركة بين طبخ المؤتمر وطبخ الإصلاح وهو الظن وتوزيع التهم والتصنيف ضد عضو قد لا ترغب به شلة المؤتمر وإحدى أجنحة الإصلاح، فقد تكون أو أكون مقبولاً في الجناح القبلي للإصلاح، فلن تسلم من جناح التشدد الإصلاح في تصنيفهم إنك منافق توصيفات إسلامية، كذلك المؤتمر إحدى جماعات الشللية قد لا يرغبون أو قد تتضرر مصالحهم بسبب أطروحاتك، فالطبخة قد تكون مجهزة ومعدة لك سلفاً بأنك متأثر بتربية الإخوان، على العموم الأمور يا جماعة مصالح شخصية، فلا يحق لإخواننا في المؤتمر أن يجعلون الانتماء إليهم هو حب الوطن والمعارضة لهم خيانة للوطن، هذا ليس أدباً ولا سياسة وإنما طبخة من أصحاب الطابور الخامس الموجود في أعماق المؤتمر ويهندس سياسته وبرامجه فتأتي بالعكس، كون الطابور الخامس هو من يدور المؤتمر، بل ومن يدور بعض مؤسسات الحكم المتفحص لرجال المؤتمر الشرفاء، سيجدهم كروت للاستخدام إلا أن كروت هؤلاء الرجال الشرفاء في المؤتمر الشعبي العام قابلة للاستخدام حتى بعد الخدش لا من باب الشماتة يقبلون بذلك وإنما من أجل وطن ووحدة وثورة وقيادة وأسس سليمة لبناء دولة اليمن الحديث، في حين نجد إن الكروت التي يستخدمها الإصلاح في رجاله العظماء الذي يرفضون مرة أخرى للاستخدام، فالإصلاح يستنفذ قواه ورجاله المفكرين والمبدعين، فخروج نصر طه من بوتقة الإصلاح ليست سهلة كما أن التنكر لجهود نبيل الصوفي الإعلامية الرائعة اجحاف في قدرات إبداعية شبابية يجب أن يحافظ عليها، ومن جهة أخرى في المؤتمر الشعبي العام، فالمثل ينطبق عليه لا أسمع لا أرى لا أتكلم، المطلوب شخص ينفذ تعليمات لا يردي من أين مصادرها الحزبية، فقد يجمعون على شخصية نزيهة وفي ثواني ودقائق تواجه تلك الشخصية صدمة مؤتمرية من الطابور الخامس حاكت ضده المؤامرات وغيره حتى عند إرادة ونية يستحضرها قيادات مؤتمرية لإصلاح إداري كما حدث ذلك في تغيير مدير مكتب تربية همدان كانت النية خالصة لإصلاح وضع التعليم في تلك المديرية والذي طفح الكيل حتى وصل الأمر إلى العميد/ محمد يحيى الحاوري لضرورة إصلاح العملية التعليمية، وجاءت نية التغيير حقيقية بعيداً عن الانتماءات السياسية وغيرها بتكليف الأستاذ/ محمد سعيد الحاج لمنطقة همدان التعليمية بالإجماع من أعضاء المجلس المحلي الذي غالبيته للمؤتمر الشعبي العام الذي باركته وجود أمثال الأخ أمين منصور الجرباني والشيخ/ أحمد دغيش وغيرهم من أعضاء المؤتمر في المجلس المحلي وللأسف نعود إلى إن الطبخ المؤتمري تجاوز الإجماع وجاءت الطبخة بواحد لا يقل عن السابق بس الأول انتهت صلاحيته ولم يعد كرتاً قابلاً للاستخدام رغم تقبله لذلك وهكذا طحين الطحين داخل أروقة المؤتمر الشعبي العام كما هو الحال أنكر إنكاراً بأن المؤتمر هو الحاكم وإنما هناك من يحكم وليس هو، ولذلك أنكر على المعارضة حين تقول وتستدعي وزير التربية والتعليم وتسحب الثقة منه لأنه يسيس العملية التعليمية، مع إنه فعل جميل أن تسحب الثقة من وزير يحارب المعلمين والموجهين في مستحقاتهم، لكن أنه يسيس التعليم فالتعليم هو من أصله مسيس من قبل مجيء الجوفي والحاصل هو تعيين فئوي وشللي وتوصيات من المؤتمر ومن فلان قريب فلان وفلانة وصى عليها المحافظ فلان وذاك إصلاحي وأريد أن أكد لفخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله بأن لوبي الطابور الخامس يشكل الانقلاب على الجمهورية والثورة والوحدة والنظام من داخل مؤسسة التربية والتعليم من الوزارة إلى المكاتب إلى المناطق إلى الميدان والمدارس، أين التربية الوطنية بحب الوطن وقيادته في خطط الوزارة ومكاتبها؟ وأين تنفيذ ذلك؟ في الواقع التربية أشبه بالقوات الخاصة، الأعظم أهمية حذاري من ترك التربية هكذا.
