محمد أمين الداهية
البعض من الناس يعتقد أنه عندما يتولى منصب معين وقد يكون مؤقتاً ولفترة زمنية محددة يظن أنه قد أصبح إنساناً آخر على عكس ما كان عليه وبغباء شديد يحاول أن يغير من تصرفاته وطباعه ومعاملته مع الآخرين وهو يظن ويعتقد أنه على صواب والمسؤولية حتى وإن كانت لا تستحق أن يطلق عليها مسؤولية والسبب أن هؤلاء البعض يبتعدون عن المسؤولية الجماعية ويجعلون من منصبهم الذي هو في الأصل مسؤولية جماعية مسؤولية فردية وبقلة الخبرة سوء التصرف يعمدون إلى الإساءة للآخرين الذين هم في حقيقة الأمر شركاء حقيقيون في المسؤولية ولا يمكن أن ينجح العمل بدون روح الجماعة ونكران الذات دون هذه التصرفات الغبية أن يتناسى بعض الأشخاص أنفسهم ويعاملون زملاءهم في المهنة أو العمل وكأنهم متقاعسون في عملهم ولا يقومون بواجبهم بالشكل المطلوب، والحقيقي هي أن من يتقاعس عن العمل ويهمل مهمته أو واجبه في عمله هم أولئك الذين ينكرون جحود الآخرين وهم على يقين من أن أولئك الآخرين أفضل منهم وأجدر من القيام بعملهم وأداء واجبهم، ولكن الغيرة أحياناً والحسد يجعل بعض ضعفاء النفوس ينكرون جهود الآخرين ويحاولون الإساءة إليهم وتكريمهم في عملهم والجهة التي يعملون فيها أو لديها وما تلك التصرفات الحمقاء إلا دليل على ضعف أولئك عديمي المسؤولية وخوفهم من أن يكونوا أولئك المخلصين في عملهم على قائمة المبرزين وما يزيدهم خوفاً وخشية فوز أولئك المجتهدين برضا جهة العمل، وإذا كان المسؤولون على قدرٍ من الوعي والإدراك بما يخدم العمل أو الجهة التي يسعى مسؤوليها لأن تكون على مستوى لائق فإنهم سينظرون إلى موظفيهم المخلصين بعين التقدير والاحترام ولا بد أن يكافئوا موظفيهم المجتهدين وما يزعج بعض ضعفاء النفوس ومن ملأ قلبهم الحقد أن تكون المكافأة إبعاد لأولئك الضعفاء من مناصبهم ووضع المجتهدين والمخلصين بدلاً عنهم، وهذا يجعل من أولئك البعض الأغبياء الذين لا يملكون الجدارة لشغل مناصبهم يكنون الحقد والغيرة والحسد ويحاولون بتصرفات لامسؤولة أن يقللوا من شأن الآخرين لا يمكن أن ينجحوا أبداً لأنهم ينشغلون بالغيرة والحسد أكثر ما يشغلون أنفسهم عن أداء مهامهم المطلوبة منهم وعن هؤلاء عديمي المسؤولية نحذر الجهات المسؤولة من تصرفاتهم لأنهم وبصورة مباشرة يسيئون إلى الجهة التي يعملون لديها وكما أن محاربتهم ومضايقتهم للآخرين في نفس المجال الذي يعملون فيه يولد نوعاً من الكراهية وهذا يسيء بالدرجة الأولى للعمل نفسه ويؤثر سلباً عليه؛ لأن الآخرين سيظنون أن ذلك برضا من قبل المسؤول الأول والمباشر.