;

لا سامح الله من خذلوك يا غزة 1386

2008-11-24 03:29:29

محمد أمين الداهية

لأن عقولنا نحن العرب محدودة جداً وبالتحديد عرب الألفية الثالثة سنظل نقاوم ونصارع بشراسة ليس من أجل قضايا أوطاننا وشعوبنا ولكن من أجل المصالح التي طغى حبها على حب أصولنا وتاريخنا وهويتنا نحن العرب، العدو الغاشم أحكم الوثاق على كرامة العرب والمسلمين "غزة" والعرب والمسلمون في وادٍ غير الوادي الحقيقي الذي يتعمدون تجاهله، غزة الحبيبة تعيش اللحظات الأخيرة من عمرها والعرب عموماَ يعيشون النضال الثقافي والفكري والمسلح، ولكن بعيداً عن غزة وسخروا ثقافتهم وأفكارهم وسلاحهم لمواجهة بعضهم، فأصبحوا يتناحرون ويتقاتلون ويتبادلون الحرب الإعلامية والفكرية في سبيل أن يصل أحدهم إلى ماربه الحقير وهذا ما يقودهم إلى مثل هذه الأعمال الناقصة، ويجعلهم يكرسون ولاءهم لأعداء الإسلام وطمعهم الشديد وحبهم لهذه الدنيا، فغزة الحرة التي أبت أن تخضع للمحتل الجبان، أصبح العرب ينظرون إليها وكأنها تستحق ما يجري ويحدث لها، ولولا إعلامه والخوف من القلة من الشرفاء العرب ومن تقع عليهم المسؤولية عما يجري في غزة لأعلنوا شماتتهم ولبرروا صمتهم الجبان بأن "غزة" وأبناءها هم المسؤولون عما يحدث لهم؛ لأنهم يواجهون ما لا يقدرون على مواجهته، هذه هي رؤية بعض العرب الجبناء والذين يعملون في الطابور الخامس لصالح إسرائيل، "غزة" تصارع الموت البطيء والعرب في لهوٍ وصخب يكاد لهوهم وصخبهم أن يلفظهم من نسل العروبة والعرب وقد ربما لفظهم ولم يعودوا يملكون من هذا المصطلح إلا الاسم يا أيها الزعماء، يا أيها الساسة، يا أيها الشعوب العربية من منكم يرضى أن يرى غزة تموت وعينها ما زالت ترمق أبناءها العرب والمسلمين بشيء من الأمل والاستحياء؟ من منكم يستطيع أن يقاوم ذلك المشهد الذي يدمي القلوب وأطفال غزة ونساءها وأبناءها بسبب الحصار الشديد وبسبب انقطاع الكهرباء حتى على مستوى مستشفيات غزة الفقيرة التي لا تمتلك البديل لتشغيل أجهزتها، من منكم يستطيع أن يقاوم نفسه ومشاعره وهو يرى أولئك الأبرياء من أبناء غزة يصارعون الموت وهم ينتظرون انتفاضة عربية إسلامية تزيح عنهم ولو شيئاً من ذلك الحصار علهم يستعيدون أنفاسهم ويحضون بنسمة هواء اصطناعية ولكن قطعها عنهم العدو الصهيوني الجبال والذي كل يوم يتمادى في عتوه وطغيانه، وبسبب صمت العرب والمسلمين ورضا أعداء الإسلام بما يقوم به الصهاينة من أعمال خراب ودمار وحصار آثم على المسكينة "غزة" استطاع الصهاينة أن يمارسوا أبشع الجرائم في حق غزة وأبنائها، ولأن حصار الكهرباء الذي قد شكل أكبر خطر على أهالي غزة الذين لا يملكون إلا أن يقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل، أيرضيكم أيها العرب ما يصير في غزة؟ إن لم يجب أحد فبإمكاننا أن نقول أيرضيكم يا من كان آباؤكم وأجدادكم عرت بما يصير في غزة، يا ترى كيف يمكن للسعادة أن تسكن قلب اي عربي وهو يرى نساء غزة يستغثن ويصرخن موجوعات؟ أين أنتم يا عرب؟ لا أظن أن إنساناً عربياً أصيلاً يسمع ويشاهد تلك المآسي في غزة المنكوبة وتلك الاستغاثات ثم يتجاهل ذلك ويتفرغ لمغريات الدنيا الفانية ويلهث وراء ما يشبع نزواته ورغباته الدنيوية الحقيرة، فيا من كرستم فضائياتكم العربية لتدمير العرب والقضاء على هويتهم خدمة وتلبية لإرادة أعداء الإسلام، قليل من النخوة وشيء من الكرامة، ويا من تتصارعون وتتقاتلون من أجل الوصول إلى مآرب أو مناصب دنيوية دنية أفيقوا فكرامتكم على مشارف جرفٍ هار، ويا من ما زالت في قلوبكم ذرة من نخوة وكرامة أحيوا هذه الذرة وحاولوا أن تستغلوا ولو الوقت اليسير من أوقاتكم التي تذهب هباءً منثورا، حاولوا أن تعيشوا مع غزة وأبنائها، ويا أيها الشرفاء في كل مكان في العالم، ويا من بأيديكم أن تخدموا غزة وتنقذوها مما هي فيه الأمل بعد الله عز وجل فيكم فلا تتهاونوا أو تضعفوا أو يؤثر فيكم تقاعس المتقاعسين، حتى وإن كنتم قلة فنيتكم الصادقة وبإخلاصكم سيمكنكم الله عز وجل من إنقاذ غزة والتخفيف عنها وعن أبنائها بارك الله فيكم ولا سامح الله العرب المتخاذلين.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد