عيدي المنيفي
الأزمة المالية والركود الاقتصادي اللذان أصابا الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً بسبب انهيار بنك ليمان أحد أكبر وأهم البنوك في أمريكا ، جر هذا الانهيار تبعات تهديد حقيقي لاقتصاديات دول كبرى وجنى على اقتصاديات دول العالم الثالث المتهالك أصلاً ما زاد من أعداد الفقراء في العالم اجمع ووسع الهوة بين الأغنياء والفقراء ، لن أسهب طويلاً في تحليل الأزمة المالية العالمية فقد قيل فيها الكثير ولن أضيف شيئاً أكثر مما قيل ، لكن ما يهمني في هذا المقال، الحديث عن تأثير تلك الأزمة على اقتصادنا الوطني وعلى رغيف الخبز اليمني الذي اخذ في الانهيار تدريجياً نتيجة ارتفاع الأسعار وانهيار حجمه بشكل يومي و لم يلتزم أصحاب الأفران (المخابز) بوزنه الحقيقي ما جعل الكثير منا يقنع نفسه - وإن كان على مضض- أن أصحاب الأفران يمرون بأزمة اقتصادية لنتحملها نحن المواطنون في نهاية المطاف في ظل غياب الرقابة والمحاسبة رغم الفوائد الكبيرة التي جنوها نتيجة جشعهم الزائد .
ما دفعني للكتابة حول الموضوع هو محاولة وزير التجارة إقناع الوزراء والمواطنين بضرورة دعم التجار والسماح لهم ببيع القمح لستة أشهر قادمة بسعر (4700) للكيس بدلاً من (3300) حتى ينفد مخزونهم ليستوردوا بالسعر الجديد بدلاً من السعر السابق وتناسى الوزير ما حققوه من أرباح خلال الأشهر الماضية .
وفي اعتقادي أن وزير التجارة بنى مقترحه هذا على أحد أمرين أما أن يكون صاحب مصلحة في بقاء أقوات الناس بيد التجار يتحكمون فيها كما يشاؤون، أو أنه أصبح أحد تجار القمح هو الآخر - ولا أرجح هذا الاعتقاد وتناسى الوزيرحرية السوق والعرض والطلب ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على الدوام لماذا حين تكون ثمة مؤشرات إيجابية لخفض أسعار المواد الغذائية يعترض عليها القائمون على التجارة ؟ ونبحث لهم عن مبررات ليستمر ارتفاع الأسعار لعدة أشهر قادمة أما حين يرغبون برفع الأسعار لا ينتظرون لحظة واحدة .
أن المتابع لما يجري فإنه ومنذ بداية العام الحالي والأسعار في ارتفاع مستمر دون أن يعترض على التجار أحد أو أن ينهرهم أو يراقبهم أحد ومن سيراقبهم إذا كان معالي الوزير يبحث لهم عن مبرر للبيع بالسعر المرتفع لستة أشهر قادمة كي يتم تخفيض الأسعار قبيل الانتخابات النيابية ؟!
ذات مرة قرأت هذه الرائعة لأحد الشعراء وأرى أن أُذيل بها هذا المقال.
كنت أحلم في أن يكون فمي للكلام .. ولكنه - آه وأسفاه - غدا وطناً للطعام كنت أحلم في أن يكون الهواء شرابي ، وهذا الفضاء كتابي ، ولكن حلمي إِنزوى ذابلاً حين قال الرغيف : عليك السلام!.<
aalmonify10 @ yahoo.com