السيد جورج بوش الأصغر، ها أنت تغادر وإلى الأبد البيت الذي أنجزت منه مهام حقدك الذي لا يمكن لأعتى الطغاة في التاريخ العالمي أن يصارع فيه، وها أنت تلملم حقائب ثيابك التي طالما بدوت بها سفاحاً أنيقاً بامتياز وتجيء ما تبقى من مخططاتك الجهنمية التي لم تستكملها في إحدى حقائبك المرعبة تتأمل فيها فتصاب بالحسرة لأنها لم تفقد ولو أن قليلاً من الزمن تبقى لفعلت فعلتك الشريرة، غير أن الله لطيف بالعالم حين وضع حداً لنزواتك الشريرة وجعلك في هذا المستوى إنساناً مليئاً بالفواجع والكوارث والدمار البشري الذي عجزت عن تحقيقه كطموح ليرتد عليك حسرة وألماً.
أما نحن فإننا نظل نصلي أن شيئاً منك يتوارى وأنك أنت "الدراكولا" المخيف ستقبع في ركن قصي تطاردك لعنات الأرامل والأيتام من الأطفال الرضع والشيوخ المسنين، لتبقى أعلى من الزمن ابن الشيطان المطرود من رحمة الله والخالي من أية نية إنسانية لأنك كدت أن توصل العالم إلى حافة الهلاك.
ندعو الله ليل نهار أن بعضاً من الحقد يتلاشى أيضاً وهو كبير بالنسبة لمكنون صدرك على الأقل لأن العالم سيتنفس الصعداء بعد أن أحلته إلى فوضى ودمار وسيل دماء ونحيب وفواجع يعجز المرء أن يصفها مهما كان بارعاً في تخيله وثاقباً في تصوراته عن جهنم من وحي إبداعه.
لقد فقت الخيال برعت في التصوير الواقعي للمآسي وصنعت ظلاماً للإنسان يعجز الواصفون عن شرحه أيها البركان الفضيع.
ندعو الله أن رحمته كبيرة وقد أنقذ العالم من صلفك وغرورك وما تصاب به من لذة جياشة وأنت ترى صرعى حروبك في الميادين والساحات والمنازل والزهور تحترق والحدائق تذبل وقاذفات الحمم تطاير شرارة وموتاً وبوارج التدمير ترعد على طفل يناغي أمه في صباح باكر.
ها أنت تغادر بيت طالما صنعت منه الكوارث الإنسانية في أفغانستان والعراق والصومال والسودان وكثير من البلدان التي لا تستطيع تذكرها وتعجب كيف أنت تذكرتها واستحضرتها وجعلتها فواجع وألم تغادر بعد أن شوهت صورة أميركا جعلتها الشيطان الرجيم في نظر الجنس البشري وها أن أحداً آخر يخلفك وفي طريقة المليئة بالألغام رغبة تخفيف الصورة القاتمة عن أميركا ويستحيل بالطبع عليه ذلك لأنك قدمت السواد كله لدرجة أن أحداً يخرج يده لا يكاد يراها.
وصدقني أيها المتعجرف أن القادمين بعدك في ذات المنصب سيعانون كثيراً لمحو ذاكرة البشرية عن أميركا العاصية الماحقة.
سيظلون يلهثون وراء بصيص من الضوء يصوتهم من خلاله المرهقون عالمياً ولا يجدون لأن ما فعلته وحشي لا تقدر عليه السباع والضباع وأي كائن في العالم وإن كان خرافياً.
سترحل أو ستغادر وستببقى لعنات الأبرياء تلاحقك أبدياً فيما أنت ذلك البغيض حتى إلى نفسك.
ستغادر والعلم الأميركي في صورة شيطان مخيف لا يمكن لأي إنسان أن ينظر إليه باحترام وقد كان ذات يوم مرفوعاً على بارجة حربية وسلاح نووي وطائرات قواذف محرمة.
ستغادر والمواطن الأميركي يتمنى أن يجد شخصاً يحترمه أو يرتاح له من بني جنسه في حين أنه بريء منك وأفعالك وأنه الآخر كان وما يزال محاصراً من قبل مخابراتك مراقباً في منزله واتصالاته في حله وترحاله الإرهاب الإرهاب أيها الإرهابي العظيم الذي لا يقدر على مصارعتك حيوان على وجه الأرض.
الإرهاب الذي أتيت منه لتجعله نشيدك من أجل الدمار والعنف، الإرهاب الذي جعلته وكراً تجيء إليه في نومك وصحوك تجعله معزوفتك لقتل أحلام الأطفال وأبائهم وكل من ينتمي إلى المعنى النبيل للإنسانية.
ترحل ولم نجد احتفاءً عالمياً بمغادرة الشيطان لمخدعه مثل ما هو اليوم في كل أصقاع المعمورة.
لأنك أنتجت المحن والبكاء وفعلت كل ما هو قبيح ويدل على الخوف ترحل أيها الخوف ونسأل الله أن يرينا آياته في آلتك وجندك وأن يبقي السخط على ذاتك من ذاتك هو الزاد الذي يبقيك عبرة لكل قدرون يدانيك أو يقترب من مسلك سواك.
ترحل ليستقر ولو قليلاً نبض البشرية بعد أن أذقتها العناء ودست على قيم الحق والخير والجمال بأقدامك التي ترحل نحو الشر وتعجب بأنها تستوطنه وتخال نفسها أكبر شيطان أيها الجورج بوش الصغير، وماذا بعد؟!
يقيناً أنك في هذا الخريف من العمر لم تعد تتصالح لحظة مع نفسك وأنك وما تبقى من جندك ستتعايش معه وأسرتك التي ستعاني الويل والثبور وعظائم الأمور من شرورك التي تعجز بعد مغادرتك من تنفيذها فلا تملك إلا أقرب الناس إليك تسومه سوء العذاب.
ترحل والبشرية تصفق لقد انتهى صانع المحن متقن الكوارث مدمر الإنسان، رحل عدو الجنس البشري، عدو الحياة بأكملها، رحل إلى الأبد ليبدأ صباح إنساني سعيد وإن كان شاحباً وسيبقى إلا أن هذا الشحوب وقتي لا محالة فكوارثك وأزماتك وحروبك وانهيار اقتصاد بلادك كله سيجف بعد زمن وستعاني البشرية منه، ولكن خير لها من أن تصل إلى ذروة الشيطنة بكارثة لا تبقى ولا تذر.
والله لطيف بعبادة حين جعلك على آخر السلم النموذج السيء الوحيد في العالم الذي قدم بلاده سوداء وجعل اقتصادها ينهار ونفذ رغبات أبليس اللعين الذي يقيناً لا يبرح في الألم مثلك أنت أيها الصغير الصغير الصغير..<